Evariste Galois حياة قصيرة، حزينة ومليئة بالعطاء
(1811 – 1832)
عالم رياضيات فرنسي، ابتكر طرق جديدة لدراسة حلول المعادلات والتي عُرفت فيما بعد بنظرية الزمرة، وبشكل متزامن مع العالم ابل، بيّن أن المعادلات الكوينتية quintic equation وكثيرات الحدود من الدرجات لا يمكن حلها بإستخدام عمليات جبرية مثل الجمع والطرح والضرب والقسمة وايجاد رتب الجذور.
حياة جالوا كانت مأساوية، فوالده مات منتحراً. وهو بدوره، أي جالوا، قد رسب مراراً في اختبارات المدرسة بينما كان دؤوباً على قراءة مؤلفات العالم الفرنسي لوجندر في الهندسة من الغلاف إلى الغلاف. ففي امتحان المدرسة الابتدائية في 1830، كتب مدرس الفيزياء بيكليه عن هذا العبقري الصغير ما يلي "...انه بالتحديد لا يفقه شيئاً. قد قيل لي أن لهذا الطالب مهارات رياضية. وهذا بدوره ما صعقني. فإستناداً إلى اختباراته، يبدو أنه على قدر بسيط من الذكاء، أو أنه قد أخفى عني ذكائه بشكل جعل من المستحيل عليّ اكتشافه". فشل جالوا في الحصول على قبول المدرسة التقنية، ليس مرة بل مرتان. وخلال المرة الاولى، في 1829، كان مستاءً من الأسئلة السخيفة والتي فجرت غضبه، فما كان منه إلا أن قذف الممحاة على مسؤول الاختبار.
تجرع جالوا مزيداً من البؤس ليس فقط من تجاهل أعماله، بل من فقدانها بشكل تام من قبل من يفترض بهم الاعتناء بها وفي مناسبات عديدة. فقد أعطى كوشي بحثا يحتوي على أهم نتائج أبحاثه حتى ذلك التاريخ، ولم يحتفظ بنسخه منه، فما كان من كوشي إلا أن اضاعه. وعندما تقدم ببحث لنيل الجائزة الأكاديمية في الرياضيات وسلمه إلى فورييه، أخذه بدوره إلى منزله لمراجعته. وسرعان ما توفي فورييه بعدها وضاع البحث. العالم بواسون أعاد إلى جالوا بحثاً أخر يحتوي على أهم النتائج في نظرية الزمرة معلقاً عليه العبارة "غير مفهوم".
كان جالوا أصولياً، فالتحق بالحرس الوطني، وهو ما أدى إلى حبسه في 1831 بعد اتهامه بتهديد الملك. في ليلة موته في 1832 كتب رسالة إلى صديقه اوغوست شوفالييه موجزاً فيه توصله إلى الربط بين نظرية الزمرة وحلول كثيرات الحدود بطريقة الجذور. وفي اليوم التالي أُصيب جالوا برصاصة في أمعائه أثناء شجار بالسلاح. لم تكن الظروف التي أدت إلى موته محددة بشكل دقيق. فعدة روايات تقول أن خصمه أطلق عليه النار بسبب عداوة من أجل سيدة. أو أن ذلك كان تحدياً من أحد مؤيدي الملك الذين كانوا يعارضون أرائه السياسية، أو أن أحد عملاء الشرط من قام بقتله.