الحكمة في .." لا تغضب "
الحكمة في .." لا تغضب "
بسم الله الرحمن الرحيم
الحكمة في.. " لا تغضب "
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني ، قال : " لا تغضب " ، فردَّد مراراً ، قال : " لا تغضب "
وقد ثبت علميا انها اعظم حكمة يمكن ان يعيش على فلسفتها الانسان ..
فقد اثبتت اخر الابحاث والدراسات التي اجراها علماء النفس واكبر اساتذة الطب .. ان مرض السرطان يصيب عادة الاشخاص الذين يتعرضون اثناء طفولتهم لتجارب وظروف قاسية ، ولا تعطيهم ظروف الحياة فرصة التنفيس عن هذه الآلام ، فيضطرون الى كبتها .
وفي معظم الحالات وجد ان الشخص المرشح للاصابة بالمرض هو الشخص المنطوي على نفسه ، والذي يميل الى العزلة والوحدة ، والذي لا ينفس عن همومه ، ويفضل ان يطويها في صدره .
ولذا تنصح تلك الدراسات أن : (( لا تغضب .. لا تحقد .. لا تحزن .. ولا تكتم هموم الدنيا في صدرك )) .
وحيث ان المرض الخبيث صديق التوتر العصبي ، فتنصح تلك الدراسات ايضا بان تريح اعصابك وتسترخي بين وقت واخر ..
ويضيف احد الباحثين الكبار " د. الكسندر ليبوفيتش" : ( ان الضحك يساعد على ازالة التوتر العصبي الذي يسبب الوانا كثيرة من الصداع )
وقد تبين ان الضحك يخفف حموضة المعدة ويعمل كصمام امان من القلق والكبت ، ولانه يريح الاعصاب ويؤدي الى الراحة والارتخاء ، فانه يقهر الارق ، ويفتح جميع الابواب بالتذرع بالايمان بالله وحكمه وقضائه حتى يتسرب الهدوء الى الكيان المعذب .
وفي الماضي .. كان المعتقد الشائع ان الغضب الصريح ليس له اضرار ، في حين ان الغضب المكبوت هو المسؤول عن كثير من الامراض ..
ولكن دراسة حديثة قدمت اثباتا واضحا لتاثير هذين النوعين من الغضب ، حيث ذكرت ان الكبت او التعبير الصريح للغضب يؤديان الى الاضرار الصحية نفسها وان اختلف نوعها .
وفي حالة الكبت قد يصل الامر عند التكرار الى الاصابة بارتفاع ضغط الدم ، وقد تحدث الاصابة احيانا بالسرطان .
وفي حالة تكرار الغضب الصريح يمكن ان يؤدي الى اضرار بشرايين القلب ، واحتمال الاصابة بازمات قلبية خطيرة ، لان انفجار موجات الغضب قد يزيده اشتعالا ويصبح من العسير التحكم في أي انفعال مهما كان ضئيلا ، فالحالة الجسمانية للفرد لا تنفصل عن حالته النفسية .
وقد اوضحت البحوث العلمية ان التوتر الشديد والانفعالات الغاضبة الحادة يؤديان الى نتيجة مؤكدة .. هي اسراف الغدد الحيوية في افراز عصارتها الى حد سد الطريق امام جهاز المناعة في الجسم ، واعاقة حركة الاجسام المضادة المنطلقة من هذا الجهاز عن الوصول الى اهدافها .
والأخطر من ذلك احتمالات تحول الخلايا السليمة الى خلايا سرطانية في غيبة النشاط الطبيعي لجهاز المناعة .
واخيرا نقول ان الغضب المحمود هو ما كان في جانب الدين والحق ولا يخرج عن سيطرة العقل والشرع, وقد كان أكرم الخلق صلى الله عليه وسلم لايغضب لنفسه ولكن يغضب لله تعالى ويرضى لرضاه .
من ذلك كله نتبين حكمة رسول الله "صلى الله عليه وسلم " في قوله : ( لا تغضب ) .
ثم في بيانه لمراده بتفصيل مااجمله في قوله : ((إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان من نار ، وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ )) .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا وإن الغضب جمرةٌ في قلب ابن آدم ، أما رأيتم إلى حُمرة عينيه وانتفاخ أوداجه ، فمن أحس بشيءٍ من ذلك فليلصق بالأرض"
وقد أخبرنا سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام بان الشديد ليس بالصرعة ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب
منقول