Admin Admin
الدولة : عدد المساهمات : 2719 تاريخ التسجيل : 16/09/2011
| موضوع: رواية شيفرة دافنشي.. المحظورات في الإرث الثقافي الأوروبي. الإثنين يوليو 22, 2013 4:41 pm | |
|
رواية شيفرة دافنشي.. المحظورات في الإرث الثقافي الأوروبي. 13 - سبتمبر - 2004 ينتصر الروائي الفرنسي دان براون في كتابه الموسوم «شيفرة دافنشي» والموقّع من الدار العربية في بيروت لتقنيات سينمائية في السرد الروائي وبلغة دائرية تقترب من غاياتها وإنْ بحرفية أدبية أقل وسلوك تشويقي ناجز يتماثل مع الكثير من النتاجات الأدبية التي انطلقت بعد ظهورها الى قراءات سينمائية غيّبتها في غالب الأحيان وعن دون قصد في الذائقة الأدبية. هذه الطرائق والإحالات ترتد بشكل أتوماتيكي ودون تردد إلى الآثار الروائية التي شكلت في فترة ما ثراء بصري غير مسبوق وسجلت ارتيادات ذكية للفن السابع في عوالم النص الأدبي كـ «المريض الإنكليزي» و«قمر حزين» و«ذهب مع الريح» وصولاً إلى رائعة الكاتب الأميركي «نثانيل هوثورن» «الحرف القرمزي» ¬ الكتاب الذي بيع منه 8 ملايين نسخة وترجم إلى أكثر من 50 لغة حسب تأكيدات المترجمة بسمة محمد عبد ربه يذكّر بالسطوة المفاجئة التي حققتها مبيعات رواية هاري بوتر ومعظم كتابات فيرجينيا وولف لما امتلكته من غنى بصري ودرامي في الوقت ذاته. ¬ تبدأ الحكاية بشفافية بالغة يمتاز بها براون ويعمد من خلالها إلى امتلاك الإثارة كناحية أولى لبناء النسيج المتشعب للأحداث التي تتمحور حول جريمة قتل دولية يزاوح بينها المؤلف وبين مشاهدات ذات جذر تاريخي تعود إلى 2000 عام للوراء وتحديداً إلى الأسرار المغيبة في الثراء التشكيلي لمتحف اللو÷ر وفي الاشتراك الدلالي والرمزي للمتحف الشهير مع التكتلات السرية ذات الطابع اللاهوتي والتي كانت تطوف العاصمة الباريسية في عهود سابقة ¬ الجريمة التي تقع بترتيبات ذات علاقة بشيفرة لجمعية سرية يعود انشاؤها الى زمن مجازي هو زمن العهد الجديد ويذهب ضحيتها أحد الأعضاء البارزين للجمعية الذي ينجح قبل موته بترك إشارات ترتبط مباشرة بإرث تاريخي يحتويه متحف اللو÷ر ويتعداه الى منجزات أخرى في الفن الأوروبي وفي مفاصل الثقافة الغربية عموماً. ¬ هذه الاشارات التي لن يتمكن من فك رموزها فيما بعد سوى صوفي الاختصاصية في علم الشيفرة وحفيدة الضحية في الوقت ذاته وروبرت اختصاصي علم الرموز الشهير. وهكذا يصبح الثنائي ملاحقاً بحكم سباق الذروة الذي يقوده الروائي الفرنسي بمفردات واثقة وينتقل بالاثنين بين فرنسا و بريطانيا وعبر استنتاجات التاريخ ذاته، ما يمسّ مسلمات في الذاكرة الثقافية الغربية بدءاً بالإرث الحضاري المتراكم زمنياً وصولاً إلى دخول دافنشي على خط الأحداث وخلفيات العلاقة بينه وبين الموناليزا. ¬ وفي ذلك يقترب براون من سلوكيات أمين معلوف في ارتياد التاريخ لغايات تبرر افتراضات المشهد الروائي وإن بتقنيات أكثر رصانة لدى الآخر. مع كل الاعتراضات التي تسجل في غير مصلحة النص لدى براون لناحية مصداقية ودقة استنتاجاته فيما يتعلق باشتراك الموروث الجمالي لزمن غابر في حدث عارض أقل ما يقال فيه أنه افتراضي ومضاف إلى خيوط الحكاية، ولذلك تبقى الاشتراكات التاريخية في الكتاب أمراً محفوفاً بالكثير من المخاطر لما لها من تبعات قد تنال من السلوك الغربي في تقديم تراثه الفني وبصورة أرادها براون أن تثير كل هذه التساؤلات والتي لم تفض في النهاية إلا إلى تساؤلات من نوع آخر.. وكلها طبعاً ينجح الروائي الفرنسي بتعميدها بخيال لاهب لا تعوزه الاستعارات. ¬ ما بين الواقعي والتاريخي والمنطقي والغيبي والآني والمؤجل والابتعاد عن الإنشاء الهاد ئ في العمارة الروائية وفوق نزوع درامي مبالغ فيه يتضافر حول ما يسمى بالكأس المقدس وتردد اللهاث المحموم وراء أسراره في كامل النص والذي يبدو وكأنه كناية عن حدس غير معرفي ولا يتعدى كونه مجازاً غيبياً مرتبطاً بتعاويذ سحرية الغرض منها زيادة حدة التشويق وحسب. فوق هذه التنويعات ينسج براون خيوط رواية مثيرة يجول بين سطورها عالماً مختفياً وموزعاً وراء المشاهدات ويشي بمفردات خاصة لديه، عالم يعبث به الروائي الفرنسي لا لشيء.... سوى المتعة والإدهاش. الكتاب: رواية المؤلف: دان براون المترجم: بسمة محمد عبد ربه إصدار: الدار العربية للعلوم 2004 بيروت
| |
|