طريق النجاح إلى البكالوريا
أهلا بك عزيزي الزائر فى منتدي الرياضيات لثانويات ولا ية تيـــــــــــبازة
طريق النجاح إلى البكالوريا
أهلا بك عزيزي الزائر فى منتدي الرياضيات لثانويات ولا ية تيـــــــــــبازة
طريق النجاح إلى البكالوريا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

طريق النجاح إلى البكالوريا

الرياضيات التعليم الثانوي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دحول الأعضاء
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
ثانوي شهادة 2018 المعادلات بكالوريا التسجيل النقطية كالوريا للبكالوريا شعبة الحقيقية http 2014 docx السنة الاعداد terms الدوال تسير ملخص المركبة الاسية التعليم google التحويلات متوسط
المواضيع الأخيرة
» مذكرات رائعة السنة أولى جذع مشترك علوم من إعداد الأستاذ عباس عباسى من ولاية تيبازة الأعداد و الحساب
 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 02, 2017 9:40 pm من طرف rabah2008

» اختبار رائع الفصل الاولشعبة الرياضيا سيدى عقبة 2014
 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Icon_minitimeالخميس يوليو 20, 2017 4:20 am من طرف ghazal

» فرض 01 رياضيات شرشال
 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Icon_minitimeالسبت نوفمبر 12, 2016 2:06 am من طرف عمارة

» كل ما يتعلق بدرس القسمة فى Z درس +مجموعة ضخمة من التمارين المحلولة +حلول جميع تمارين الكتاب المدرسي
 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Icon_minitimeالأحد نوفمبر 06, 2016 6:54 pm من طرف ahmed khaldi

» مذكرات أكثر من رائعة السنة الثالثة تسير و إقتصاد من إعداد الأستاذ دسيمى.ن ثانوية الشلال
 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Icon_minitimeالأحد أكتوبر 02, 2016 11:03 am من طرف ahmed khaldi

» درس الإشتقاقية مفصل وبدقة كل ما يحتاجه الطالب
 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 23, 2016 10:30 pm من طرف ahmed khaldi

» البكالوريا التجريبية ثانوية الزيانية شرشال ولاية تيبازة 2014 شعبة الرياضيات
 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 20, 2016 11:05 am من طرف عمارة

» الاختبار الثاني 2016
 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Icon_minitimeالإثنين يوليو 18, 2016 7:51 pm من طرف must

» التصحيح المفصل لمادة الرياضيات شعبة العلوم التجريبية -الدورة الاستثنائية جوان 2016
 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 21, 2016 9:57 am من طرف bouss2013

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



علبة الدردشة
الدردشة|منتديات ضع اسم منتداك هنا
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث

 

  ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
MathS
عضو ذهبى
MathS


الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 1628
تاريخ التسجيل : 17/01/2012

 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Empty
مُساهمةموضوع: ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل     ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 2:31 pm



 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 1339429449961
ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل
قرأتها فأعجبتني فأحببت أن تشاركوني المتعة

 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 1339429449102

انسل الضباب بخفه حتى خيم على سطح المحيط الأطلسي
بكامله ، ةلكن ذلك لم يزعجه البته 0 فهو يهوى سكون الضباب ويحب أن ينعزل
بنفسه، بعد أيام طويلة يقضيها في معاينة مرضاه 0

ستة أشهر مرت على مزاولته الطب , وتسلمه زبائن الدكتور فليت فحفظ مارك
المعابر بين جزيرة ميريت والجزر الصخرية المتناثرة حولها عن ظهر قلب 0لهذا
لم يستأ حين تعطل جهاز الرادار في وقت سابق من عصر هذا اليوم 0

تنشق مارك هواء البحر الرطب ملء رئتيه ثم ابتسم0 كان الليل قد أرخى ستاره
والسكون سيطر على المكان لا يعكره إلا هدير خفيف لمحرك المركب العائد
أدراجه إلى المرسى00

بدا له المحيط هادئا وأحس أن الحياة تبتسم له 00إلا أن ابتسامتها لم تُزل
شعورا بسيطاً بالوحدة في قلبه 0كانت الغيمة الوحيدة التي تعكر صفو سمائه
المشرقة في جزيرة ميريت هي افتقاره لامرأة مؤهلة في عملها 0 كانت أورسولا
آخر ممرضة عملت في عيادته تتمتع بقدر من الجاذبية وقد بدت متحمسة لإضفاء
بعد آخر على علاقتهما المهنية 000ولكنها مُنيت بالخيبة حين لم يرحب مارك
بهذه العلاقة 0

وكانت النتيجة أن استقالت بكل بساطة0000رحلت في طرفة عين !!

وبما أنه لم يوظف بعد أي مساعدة جديدة فقد بات يجهد نفسه في العمل ولكن
أليست هذه حال كل طبيب ؟؟ وما لبث أن سلك منعطفاً آخر صغير وهو يركن إلى
حاسته لا إلى بصره في سبيل الإهتداء إلى وجهته 00في صباح هذا اليوم نشر
إعلانا في مجلات طبية محلية عدة يطلب فيه ممرضة0 ولم يغفل عن ذكر الراتب
الخيالي الذي عرف أنه سيجذب مساعدة جديدة في غضون أسابيع 0000وسرعان ما
أجفل وهو يفكر في أسبوعين أو ثلاثة لا يلقى فيها مساعدة, ثم تنهد بسأم

وفجأة 00أحس بشيء يرتطم بمركبه ارتطاماً مدوياً , انتشل مارك من أفكاره
الحائرة , وافلت شتيمة وأضاء المصباح ثم وثب من مكانه ليكشف أي أخرق اصطدم
به 0

ما إن انتقل إلى الجانب المتضرر حتى حملق بالضباب الذي اخترقته أنوار
المركب 0لم يكت من الصعب عليه أن يميز زورقاً صغيراً 0لاحظ أن المجاديف
تحطمت على جانب سفينته 0وأن الطلاء اللماع أتلف 0

كتم مارك شتيمة أخرى 0وسرعان ما لمح شخصاَينهض ببطء وهو يحاول أن يستند إلى
الصاري عساه يستعيد توازنه 0علت تقطيبة عميقة جبين مارك حين أدرك أن الشخص
الذي تسبب بهذه الأضرار ما هو إلا شقراء صغيرة 0ترى ماذا تفعل هنا وحيدة
في الضباب ؟

بعدما ألقت المرأة نظرة سريعة مرتاعة على هيكل زورقها , أطلقت عويلاً وقبضت بيدها على شعرها المسترسل 0

- آه ,لا!0

وما لبث أن حولت نظرها إلى مارك , تحدق فيه وهي تشير بأصبعها إلى مقدمة المركب المتضررة :

- أنظر إلى ما فعلته بمركبي !

فرمقها مارك بمزيج من الغضب وعدم التصديق : - يالطيشي !! لقد جنحت بمركبي متعمداً لأصطدم بمقدمة قاربك !

بدت في ملاحظة نبرة سخرية لا لبس فيها ثم أضاف : حاولى أن تسامحيني0

مررت يداً مرتجفة في شعرها وقد تملكها هيجان واضح وقالت : لكنه 00000لكنه ليس حتى بقاربي !!

- وهل افترض أنك كنت تمرين بالجوار عندما سمعت صوت الارتطام وقررت تقصي الأمر؟

فحولت نظرتها عن المركب المتضرر وسددتها إلى وجهه قبل أن تصرخ : لا أنفي أنني أقدر الهجاء اللاذع لكنه ليس مفيداً في الوقت الحالي0

ثم كشفت تعابيرحزينة وهزت رأسها : ما العمل ؟ لا يمكن أن أبحر بهذا الحطام حتى شاطئ البحر !سيغرق بالتأكيد0

فأجابها مارك : أشك في ذلك كل مافي الأمر أنك لن تستطيعي قيادته0

فجأة بدأ سائل قاتم ينز من جبهتها مما أثار قلقه فأشار إلى البقعة على وجهها وقال : إنك تنزفينلابد أن رأسك قد أصيب0

-بالطبع أصيب رأسي ! فقد تعرضت لحادث !

ثم لامست قطراتالدم وكشرت للون الأحمر على أناملها قبل أن تضيف : هذا ما كان ينقصني !!

سحب حبلاً وقد عرف أنه لا يملك خياراً إلا أن يربط زورقها بمركبه0فمن
المحال أن يترك امرأة جريحة لا بل تعاني ارتجاج في المخ وحدها في الضباب
على متن مركب محطم 0

لكنها نادته : لا تقلق بشأني يا سيد بمقدوري الاعتناء بنفسي 0

بعد أن ثبت الحبل تسلق المركب بجهد وهو يحاول أن يصل إليها 00فسألته : ماذا تفعل ؟

- قادم ؟لأفحص الرأس المصاب0

-لا داعي لقد تحطم كلياً !

فقال وهو يحاول أن يحافظ على رباطة جأشه فالمرأة لاشك مشوشة : لا أقصد رأس المركب بل رأسك أنت 0

-قلت لك بمقدوري 000

فقاطعها – سمعتك0

ثم حاول أن يصل للشراع عله يربط الحبل بوتد ما0 وبعدا عقده واجهها قائلاً : أثبيي مكانك فيما أفحص جرحك 0

فأجابته بعبوس : أنت حقاً قبطان رائع 000ماذا تفعل أيضاً؟ هل تزوج الناس في عرض البحر؟


حاول جاهداً السيطرة على أعصابه , ثم أشار على سطح يغطيه قماش من القنب0

-اجلسي بينما أعاينك 0

- من تظن نفسك لتصدر الأوامر؟

- أنا الرجل الذي صدمت مركبه0

ثم أردف – اجلسي0

- حسناً ولكن لن أجلس إلا لأنني أشعر بقليل من التعب 0

ونفذت أوامره رغم الممانعة الجلية التي أبدتها 0 أما هو فأحس بنبرة صوتها يشوبها الارتجاف0

- تقصدين الدوار أليس كذلك ؟

ردت ك لا بل قصدت التعب فمنذ مدة وأنا هائمة على وجهي وقد أضاعني الضباب عن وجهتي

- ومن الممكن أن تفقدي الوعي في غضون دقائق في حال أصيبت بارتجاج في المخ0

وركع بجانبها وأزاح خصلات شعرها ليفحص أصابتها لكنه لم يغفل عن لون شعرها
00فالخبير مثله يدرك أن هذا اللون الأشقر الذهبي نعمة من الله 0وبقد جمال
خصلاته الكثيفة الناعمة وسرعان ما عاد إلى رشده وهو يذكر نفسه : أنت طبيب
يا رجل هيا مارس مهنتك !1

أما هي فردت بضحكة ساخرة قصيرة وقالت : ارتجاج في المخ من جراء هذا الورم
البسيط؟ صدقني لقد أصبت بارتجاجات أعنف خلال اعتماري قبعة من القش 0

لم يستطع مارك أن يكتم ابتسامه صغيرة افترت عن ثغره 0الحق يقال لهذه الوقحة جرأة واضحة0

- حين كنت في مخيم باستراليا اضطررت لتجبير ساقي المكسورة مرة, وقد نجحت في
ذلك باستخدام بضعة أغصان وحزام لا غير 0كما ترى إذاً استطيع الاعتناء
بنفسي0

لما سمع رواية ساقها المكسورة تفاجأ وقدر أنها أما تهذي وإما أ،ها تتمتع
بموهبة في رواية القصص 0 سألها : إنك واسعة الحيلة حقا أخبريني كيف تعالجين
نفسك إذا وقعت في غيبوبة مثلاً ؟

- ولكنني قلت لك إن هذا الجرح بسيط0


- أنت تحتاجين إلى قطبة ]ا أنسة000

في هذه اللحظة بالذات تلاقت عيونهما 00وكان ذلك كافياً ليلاحظ حدقتيها
المتسعتين , وذلك اللون الفضي الرمادي الذي يؤثر في النفس أيما تأثير ولحسن
الحظ لم يلاحظ عليها أي علامة على أرتجاج المخ0

تمتمت بصوت أقل جرأة : باتيست , ميمي بايتست0

-حسناً يا آنسه ما مدى براعتك في تقطيب الجرح ؟

فجأة أجفلت وضاقت العينان في آن فسألها :

- هل آذيتك ؟

ثم سارع يبحث في جيبه عن منديله المطوي فيما تمتمت : نعم عندما أ‘ترضت طريق مركبي ليس إلأ0

ضغط على جرحها بالنمديل النظيف وعندما تلاقت النظرات مجدداً , وجه للأنسة
صاحبة العينين الفاتنتين إحدى أقسى عباراته المهنية : امسكي هذا فيما انقلك
إلى قاربي

فحدقت فية : ماذا؟

هز رأسه وهو ينظر إليها ثم أجابها ألا تذكرين أنك بحاجة إلى القطب ؟ ليس باستطاعتي أن أداوي جرحك هنا 0

وجهت إليه رداً حاسماً وقوياً : بالتأكيد لا يمكنك هذا ! فليس من عاداتي أن أترك الغرباء يغرزون الأبر في رأسي0

لكنه لم يكترث لردها وسألها : أيمكنك السير 0

إلا انها ظلت على عنادها وأجابته : لن أسير إلى أي مكان معك 0

ولم يكن هذا العناد من القوة بحيث يحررها من قبضته0

راح يقنعها ولما أصرت على موقفها , أخذ يحثها على السير

- إذا لم نسرع فسيمنى كلانا بحمام مالح أمسكي هذا الجانب وسأرفعك0

حدجته بنظرة هي أ[عد ما يكون عن التعاون : أنا لا أعرفك يا أخي !! إن كنت
تظن أنني سأصعد معك لهذا المركب فأنت أكثر جنوناً مما يبدو عليك 0

هنا أمسك بالحافة العليا من المركب ليحافظ على توازنهما . قبل أن يواجهها :

- اسمي مارك ميريت وأعيش على جزيرة غير بعيدة من هنا وأنا طبيب0

أحنى رأسه بتحية مشبوبة بسخرية طفيفة , وأضاف : كيف حالك ؟ والأن تمسكي
بالحافة اللعينة واصعدي إلى القارب قبل أن أفقد رباطة جأشي وأرمي بك إلى
الجانب الأخر كأي صخرة 0

- أريد أ، أرى بطاقتك 0

فحملق فيها غير مصدق : ماذا تردين ؟

- بطاقتك بالمكان أي انس أن ]دعي أنه طبيب 0 أي قاتل يستطيع الإدعاء بذلك 0

- فعلاً يمكن للقاتل أن يكون طبيباً

انتزع محفظته من جيبه وفتحها بعنف ليظهر لها البطاقة التي تحتوي عضويته في
الإتحاد الطبي الأمريكي , وتابع : أما البطاقة التي تحوي أنني قاتل فما
زالت تحت الطبع 0

منحت البطاقة نظرة متمعنة , ثم مدت يدها لتقلب بقية الأوراق حتى وجدت رخصة
القيادة بقيت لدقيقة طويلة تحدق في الكلمات التالية : ماركوس 0ميريت , طبيب
0 أخيراً سألها بتملق : ما رأيك ؟

وجهت إليه نظرة جانبية ثم فتحت فمها وكأنها تفكر في حجة قوية وما لبثت أن
تذمرت : حسناً أنت طبيب ولكن الأطباء كما قلت من الممكن أن يكونوا قتله 0

أغلق مارك محفظته وأعادها إلى جيبه وأجاب : ولكن فرصة مصادفة طبيب تهمه
رعايتك تفوق إحصائياً [أكثر من النصف فرصة مصادفة طبيب يود أن يقطعك أرباً
أأرباً0

- كم هذا رائع !

ثم عضت على شفتها السفلى وعيناها لاتفارقانه . وأحس أنها تحدد خياراتها :

- لا أحبذ الأمر ولكن أظن أن مابيدي حيلة0

اتكأت على الحافة وهي تنقل رجلها , ولكنها عجزت عن تثبيتها فهرع مارك إليها
ولكنها تمكنت من تثبيت رجليها وما لبث أن أمسك بالحافة بدروره كي يتجنب
السقوط في المحيط0

ما ‘ن أصبحت ميمي على متن المركب حتى استقامت واستعادة توازنها0

- اجلسي وإذا غبت عن الوعي فلا بأس , أنت الأن على متن المركب0

مع أنه لم ينظر إليها مباشرة إلا أنه شعر بأنها تحملق فيه وهو يرشدها إلى المقعد بجانب الدفة0

وتمتمت : إن طريقتك مع المرضى ساحرة يادكتور 0إين تلقيت تعليمك ؟ في الكلية الوطنية للآداب واللياقة ؟!

سدد إليها نظرة فيها من الغضب ما يلذع 0إنها فعلاً أ:ثر النساء اللواتي
التقاهن إثارة للغضب وسرعان ما قال : لقد تحطم قاربي والفضل لك فأي درجة من
الابتهاج تريدين مني أن أبدي ؟

أحس أن ذكرى الحادث قد اجتاحتها مجدداً حتى الإجفال 0فتحت فمها لترد عليه بالمثل , ولكنها عادت وأغلقته, ثم اشاحت بجهها بعيداً

- لا ضرورة لأن تكون سريع الغضب على هذا النحو 0

- بما أن سرعة الغضب كامنة فيك فلا بد أنني التقطت العدوى منك 0

ما إن أفلتت منه هذه العبارة حتى أجفل 0أما كفاها الجرح الذي أصابها
والصدمة التي ألمت بها ؟ معظم الناس الذين في حالتها يصبون غضبهم على أي
هدف متوفر وغالباً ما يكون الطبيب كانت ترتدي وحين بدأت 0 شفتها السفلى في
الإرتعاش شعر بالغباء لفضاضته معها

بد لها فعلا أنها لا تملك القرب الذي ابحرت به 0 وحانت من التفافة إلى
ملابسها 0 كانت ترتدي الجينز وكان باهتاً وأبعد ما يصفه المرء بالجديد
0تعلوه سترة بيضاء من النيلون أما معصمها الأيسر فتضطيه عصابة وقدر مارك
أنا تخفي ساعة أو سوار لكن أن لم يكن هذا السوار مرصعاً بالماس فيبدو أنها
لا تملك ما يكفي من المال لتصلح القارب المتضرر 0

سألها : لمن هذا الزورق؟

-إنه لرجل لا غير 00كنت أتدرب لاشترك في سباق المحلة الأسبوع القادم 0

- أي سباق هذا ؟

عادت لترمقه بنظرة لم تدمطويلا ولكنها كانت كافية ليرى الدموع في عينيها 0

- إنه سباق الزوارق المنظم لبناء موطن جديد للدبب القطبية في حديقة بور تلاند للحيوانات 0وتعود رسوم الدخول لريع البناء0

لم يكن مارك قد سمع بالموضوع , لكن عقداً من الزمان قد مضض على آخر زيارة
له لحديقة الحيوانات 00وباتت قراءة الصحف ترفاً نادراً ما يستطيع أن يدلل
نفسه به 00ظل ينظر لوجهها المضطربلمدة ليست بالقصيرة ثم سألها : كيف حال
رأسك ؟

أغمضت عيبيها وتهالكت على الكرسي حتى بدت صغيرة الحجم منعزلة ثم غمغمت : رائع0

عاجلها بسؤال وقد ساوره القلق : لن تنامي أليس كذلك ؟

وجهت إليه نظرة لا تدل على السعادة : لا تجزع يادكتور 00إن غبت عن الوعي , سأنبطح على ظهري , فتكون أنت أول من يعرف 0

أحس بضحكة خافتة تكاد تفلت منه نتيجة لفطنتها الساخرة , لكنه كتكها وراح يركز على المحرك وهو يهدر في الضباب0

ولمحها وههي تدني رأسها عساها يميزه 00مما ترك في نفسه أثراً غريباً فاستبد
به قلق لاسع 0 وحين التفت لينظر في عينيها مباشرة لم يرف لها جفن ولم تحرج
!!

في الواقع كان قد وقع في أسر هذه المرأة التي يخالط غضبها شغف عظيم 00لم
يشح نظرة عنها وراح يتأمل شفتيها المكتنزتين 00لو كانت ممرضته الأخيرة لها
مثل هاتين الشفتين 0000

أطلقت تنهيدة وقالت : كنت أنوي أن أهب قسماً من مال الجائزة لحديقة الحيوانات فيما استخدم الباقي لأذهب إلى جاوا

وأنطفأت شعلته الأفكار التي ساورته فسألها : إلى أين ؟

- أنا عضوة في جمعية حماية القردة , وهي تنظم رحلة لمجاهل جاوا خلال أسبوعين 0وأريد أن أفوز لأستخدم المال للوصول لهناك0

بدأ مارك غير مصدق 00وما لبث أن ضحك وقال : أنت تمزحين

- لماذا أمزح ؟

تابع – حتى لوفزت فلم تقدمين على عمل كهذا

- لأن العالم بأجمعه بيتي فماذا عنك ؟

راح يدرس عينيها اوشفتيها اللتين رقتا بعد اكتناز علامة التحدى وإذا باحساس
بالخيبة يجتاحه, من المؤسف أن تكون امرأة بهذا الجمال وهذا النشاط خرقاء
طائشة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MathS
عضو ذهبى
MathS


الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 1628
تاريخ التسجيل : 17/01/2012

 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل     ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 2:38 pm

[color=blue]لم تتوقم ميمي أن تقضي الليل في كوخ عند شاطئ أحد الجزر المعزولة , فيما يقطب رجل رجعي فظ يعتقد أن إنقاذ قردة جاوا أمر مضجك 0
لكن كان عليها أن تقر بفضل الطبيب . فضله الوحيد إن جاز القول 0لعله معتوه لكت لمسته شافية فعلاً 0

وفيما هو يقطب جرحها , اختلست النظر إليه 0بدا تفكيره
منصباً على عمله 00وكأنه طبيب بلدة صارم كئيب 0لكن من قال أن هذا يعد صفة
إيجابية ؟ فالأطباء الصارمون الكئيبون مملون جداً 0

بم انه لم يكن أمامها ما تفعله إلا التفكير بإبرة تغرز
في لحمها , قررت أن تصرف تفكيرها لأمور أخرى ، كعيني هذا الطبيب مثلاً
0أنهما باهرتين لم يخطر في بالها يوماً أن البني يستحيل إلى لون مثير ، غير
أن هذا الطبيب ،نجح في اقناعها بالعكس 00لعل أهدابه الطويلة السوداء هي ما
أحدث هذا الفرق 0ولكن قلما يهمها السببن فلهاتين العينين تأثير غريب استمر
حتى وهو يرسم تقطيبة ويلقي بالأوامر 0ربما ما كانت لتتوقف عن احتجاجها
لولا هذه النظرات 00ولعلها توقفت بسبب الدوار الذي ألم بها وإلا لماذا خيل
لها أنه أضحى بثلاثة رؤوس ؟

- هاقد انتهينا 0أشك في أن يخلف الجرح ندبة 0

رفعت يدها بدافع غريزي لتتحسس الجرح ، ولكنه منعها ،
وارتفع صوته محذراً : حاولي ألا تلمسيه لمده 0غداً يمكنك أن تغتسلي كالعادة
00أما هذه الخيوط فستتحلل تلقائياً بعد سبعة أو عشرة أيام 0

ثم أنزل ذراعها فردت باستهزاء : شكراً يا دكتور ما كانت يدي لتجد طريقها إلى حضني لولا مساعدتك 0

سألها : بالمناسبة ماذا تخفين تحت العصابة التي حول معصمك ؟

فاخفضت بصرها ، ثم أحاطت العصابة بذراعها بحذر وأجابت : ممتلكاتي الأغلى 0

وما لبثت أن كشفت عن سوارين من الفضة مرصعين بحلي صغيرة 0

- اهداني والدي هذين السوارين 0كل واحدة من هذه الحلي تمثل الأماكن التي زرناها0

ابتعد قليلاً ليخلع قفازيه ثم تمتم وهو يرمي بهما في سلة المهملات : أخبريني000000

- لا أملك بوليصة تأمين أن كان هذا ما تلوح إليه ولا يمكنك الحصول على السوارين0

فواجهها وهو يرمي ها بنظرة حادة : رغم أن بعض زبائني يدفعون لقاء خدملتي بالمقايضة إلا أنني لا أريد سواريك0

لم تدرك أن كانت تعابير وجهه تنم عن التسليه أو الاحتقار ثم تابع : كما أنني لا أسألك عن بوليصتك 00رغم أن السؤال يتعلق بالمال0

فردت : لا أملك قرشاً حالياً 00قلت لك لا أحتاج لمساعدتك ألا تذكر ؟ ولكنك فرضت نفسك علي 0

- أنا انسان وحشي والأن اصمتي لبرهه ودعيني أتحدث0

رفعت يديها كأنما تدعوه : أعذرني ! أرجوك! تفضل بالكلام كيف أنسى المبجلين من أمثالكم أكثر أهمية منت نحن المخلوقات العادية ؟

كانت النظرة التي حدجته بها محملة بكل الحقد الذي ملأ قلبها منذ الحادث0

- هل كنت صادقة عندما أدعيت أنك جبرت ساقك ؟

بلغت وقاحته حد انتزع منها شهقة ذهول وردت : لماذا ؟ أتؤمن بأن تجبير رجل مكسورة حكراً على الأطباء دون سائر البشر؟

- أهذا نفي ؟

- ليس نفياً ! كان والداي مصورين ، برعا في تصوير نماذج
عن الحياة البرية 0 جابا العالم وأشرفا على تعليمي وأخضعاني لتجارب قلما
يختبرها غيري من التلاميذ 00وبما أننا عشنا وحدنا كان يجب علينا أنعتمد على
أنفسنا 0وما لبثت أن استقامت وقد ملئت فخراً بالحديث عن أبوين مشهورين
00ثم أردفت : في أحد الأيام وبينما كنت في المخيم أغسل ملابسي زلت قدمي
0ولما عاد أبي وأمي كنت قد جبرت قدمي بنفسي 0

نظر إليها بتمعن وشعرت أنه يدرس كلامها 00وصدقها وإن كان على مضض فأحست بالرضا ونظرت إليه بتحد : والآن أليس لديك ما تقول ؟

- أخبريني هل ستشكل عليك تصليحات المركب عبئاً؟

توقعت منه أي شيء عدا هذا السؤال 00فقطبت وأجابت :- هذا لا يعنيك 0

أعرف ذلك يا أنسة 0 ولا يهمني أن لا يعنيني ولكن كوني لطيفة معي0

فقدت قدرتها على الشجار لم تكن تعاني صداعاً فقط بل
كانت مفلسة ولا تملك مكاناً تأوي إليه إلا أنها أجابت :- قابلت هذا الشاب
في سباق نُظم لتنظيف الأرض قبل يومين , فأخبرني عن هذا السباق وأنه يملك
زورقاً ومستعد لإعارتي إياه إن أردت الإشتراك 0

سرعان ما سرت قشعريرة في جسدها ترى ماذا تفعل ؟

- لم يكن هذا الشاب صديقاً حميماً وليس لدي أدنى فكرة عن ردة فعله حين يرى بأي حاله أصبح زورقه 0

لم يعد أمامها إلا العثور على عمل مؤقت كي تتمكن من اصلاح الأضرار وخوض مغامرتها التالية 0

ظل الطبيب طويل القامة عديم النظر هادئاً لمدة خيل لها
أنه دهراً وتناهت إليها دقات الساعة فجالت ببصرها حتى عثرت عليها 00كان
المكان نظيفاً جداً على أي حال أليس الرجل طبيباً ؟

أخير ا كسر الصمت قائلاً :- اسمعي يا آنسة 000

حولت نظرها إليه كان يصر على أسنانه عرفت ذلك ما إن لمحت التواء في عضلة خده0

- لا أملك وقتاً للمماطلة والتلميح 0لقد استقالت
الممرضة بالأمس , وأنا أحتاج للعون 0فهل تقدمين لي يد المساعدة إن أصلحت
المركب على نفقتي ؟ ما رأيك في أسبوعين ؟

فغرت فاها فقد ذُهلت 00فلم تخطر هذه الفكرة في ذهنها
أبداً ولكنه يعرض عليها عملاً وسواء كان سيء الطباع أم لا فهي بحاجة للراتب
– أعتقد أنه يمكنني أن أطهو وأغسل 0

-رد متعجباً – ولكنني أحتاج لممرضة 0

أجفلت وقالت – ولكنني 000لست ممرضة 00

هز رأسه متفهماً / اطمئني فأنا احتاج لنسمها مساعدة
ترافقني في جولاتي وتزودني بالملفات وتعين لي المواعيد 00لن أطلب منك أن
تساعدينني أثناء جراحة في المخ 0

ترى لماذا تعجز عن التفكير؟ لا بد أنها الإصابة في رأسها0

فجأة مال عليها قائلاً :- أنت تحتاجين إلى عمل أليس كذلك ؟

اكتفت بهز رأسها 0

ظهر على وجهه تعبير كان أبعد ما يكون عن السعادة ، ثم
أضاف :- إنني احتاج للمساعدة وأظنك تفين بالغرض امنحيني أسبوعين من وقتك
00وسأتأكد من عودة الزورق إلى حالته الأصلية 00فما رأيك ؟

تمتمت :- أولاً لم يكن الزورق جديداً0

فقاطعها :- حسناً سأتأكد من عودته لسابق عهده 00عاقبيني جزاء غلطتي !

سددت إليه نظرة خارقة وأجابت :- لماذا أنت بغيض هكذا ؟

مرر يده في شعره وقال :- اسف0ما رأيك إذاً؟

تسألت بكآبة هل ستعمل لصالح هذا الرجل الكئيب لمدة أسبوعين ؟

- هذا مبلغ كبير يا دكتور 00يبدوا أنك تدفع مبلغ خيالي لمساعديك 0

أجاب بجديه :- من الصعب على القاتل أن يحصل على مساعدين فعالين 0

حاولت جاهدة أن تكتم ابتسامة عريضة واكتفت بتوجيه نظرة
منتقدة له 00ترى ما مشكلتها معه ؟ أنه وسيم للغاية لكنه بغيض حقاً وتراهن
بكل ما تملك على أن قضاء أسبوعين معه يفوق طاقة كل إنسان عاقل 0

وفجأة لمعت في ذهنها فكرة فطرحت سؤال 00وهي لا تعرف
أتهلل فرحاً لموافقته أم تنفرج أساريرها لرفضه :- فضلاً عن إصلاح المركب
0هل أنت مستعد لدفع نفقات رحلتي ؟

يا لجرأتها فعلاً!!

حملق فيها وسأل :- وأين تذهبين ؟

- لست 00لست أدري 0سأقرر وجهتي في الوقت المناسب 0

- يالها من خطة رائعة !!

أدركت أنه يعتبرها مجنونه ولكنها تقبلت كلامه بصدر رحب فالمعارضة التي يبديها أصحاب العقول الضيقة هي مديح بالنسبة لها 00

- فلنجعلها ثلاثة أسابيع 0وسأتكبد مصاريف رحلتك أي كان وجهتها 0

- ثلاثة أسابع ؟

- لن يضرك أسبوع أضافي 0فما قولك ، اتفقنا ؟

كانت تدرك مشقة الحصول على عمل 00لذلك أجابت وهي تكشر بالموافقة 0

قال وهو ينظر للساعة :- هل أنت جائعة ؟

لم تكن غبية فترفض أن تسد جوعها فأقرت :- بإمكاني أن آكل0

-وهل بإمكانك الطهو ؟

-طبعاً0

تملكها الاضطراب من جراء اقترابه منها مما دفعها إلى
الابتعاد عن المائدة قليلاً :- أستطيع أن أطهو فوف رماد الحمم البركانية إن
اضطررت لذلك 0

كان قد خلع معطفه الأبيض ليعلقه فألتفت إليها مقطباً :- لا ضرورة لذلك 0 فأنا أملك فرناً0

أحست أن هذا الطبيب الرزين بحاجة للاسترخاء فبدأت تمازحه :- ياللأسف أين روح المغامرة في هذا ؟

فاتكأ على المنضدة خلفه كانت وقفته طبيعية جداً وجذابة
لحد مقلق 0فكرت في أولئك الممثلين السينمائيين الذين يتدربون لساعات على
هذه الوقفة الذكورية المختالة ، بل جدوى ثم أدركت أن في تعابير وجهه لمحة
من الاستهجان0

- إذاً أنت تعتبرين الحياة مغامرة كبيرة ، أليس كذلك ؟

الطريقة التي تكلم بها أغضبتها فأجابت :- الحياة بحد ذاتها مغامرة يادكتور 0وعليك أن تستفيد من الوقت الذي تقضيه فيها 0

ثم أضافت وهي تراه يطبق على أسنانه :- أتواجه مشكلة في تقبل ذلك ؟

- أبداً طالما لن تستقيلي قبل نهاية الأسابيع الثلاثة 0

أنه يظن أنها امرأة لاتفي بوعدها ردت بغضب :- إن قلت سأبقى فسأبقى0

-أهذا وعد؟

أطبقت على أسنانها بدورها :- وهل ستصلح المركب وتدفع ثمن بطاقة سفري ؟

رمقها بنظرة حادة فعرفت ميمي أن الطبيب الرزين غير معتاد على أن يشك في كلامه أحد 00

أجابها بحدة :- طبعاً آنسه باتيست0

فعاجلته بالإجابة :- إذاً اتفقنا ، نفذ وعدك ، وسأبقى ثلاثة أسابيع إنما لن أبقى يوماً واحداً بعد ذلك
[/color
]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MathS
عضو ذهبى
MathS


الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 1628
تاريخ التسجيل : 17/01/2012

 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل     ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 3:12 pm


/ زوجته 2



اشتبكت عيون ميمي والدكتور بنظرة طويلة معبرة 0
كانت مشاعر ميمي تتراوح ما بين الغضب والخيبة ولكنها عرفت طعم الرضا !! فلا يحتاج المرء لخبير ليعرف

أن هذا الأمر يضايق الطبيب الساحر كما يضايقها0

وفجأة صدح صوت قوي 00فاعتذر منها الدكتور وتوجه لباب
الكوخ الأمامي 0 وتسألت ميمي 00من يحتاج الدكتور في ساعة كهذه ؟ ثم سارت
بتمهل حتى بلغت غرفة الطعام 0حيث أخذت تراقب الطبيب يمشي بتشامخ نحو المدخل
0

حين فتح الباب على مصراعيه طالعته فروة بيضاء ، تنبح
وتلوح بذيلها القصير بشدة 0 ماكاد هذا المخلوق الصغير يقفز للداخل ، حتى
ظهرت امرأة جذابة بشعر ضارب للحمرة يصل حتى الكتفين ، ونمش غزير يغطي وجهها
الجميل 0

حيت المرأة الطبيب ثم قالت :- رأيت المنزل مضاء ، وتصورت أنك ترحب بعودة فوفو 0

بادلها مارك التحية قبل أن يتكلم :- إن الضباب ينقشع 0

- لكن الريح ازدادت قوة 000

ولما رأت ميمي ، سكتت ثم استدركت :- لم ألحظ أنك تستقبل مريضة 0

وفي الوقت نفسه انتبهت كتلة الزغب لميمي فأخذت تنبح وتقفز مرحبة بحماس 0

وإذا بالمرأة تنادي :- اهدئي يافوفو ! لا يجدر بك مضايقة المرضى 0

التفت مارك للمرأة وفسر لها :- إنها ليست مريضة يا سوزان بل هي مساعدة مؤقتة عثرت عليها الليلة 0

بعدئذ أشار لميمي :- سوزان ميريت أعرفك إلى الآنسة 0000باتيست 0

أدركت ميمي أنه نسي اسمها لكنها استغربت للإحساس الذي
احتاج صدرها ترى هل تضايقت لأنه متزوج ؟ بالطبع لا فهي حتى غير معجبة بهذا
النكد البغيض 0

حين أدركت أنهما اقتربا منها مدت يدها أخيراً وقالت :- أنا ميمي 00ميمي باتيست 0تشرفت بلقائك 0

شدت سوزان على يدها ثم نظرت لمارك وقالت :- أعرف أنه من
الصعب الحصول على مساعدة ياعزيزي لكن ألا تعتقد أنه من المخالف للقوانين
أن تضرب النساء على ر}وسهن لتنال مرادك ؟

ابتسم مارك ابتسامه عريضة كان لها وقع الصدمة على ميمي
فقد بدلت ابتسامته ملامحه حتى أضحت وسامته باهرة 0 وإذا بها تبتلع ريقها
بصعوبة 0أدركت أنه سيصعب التعامل مع ابتسامته , حتى وإن كان يجيد إخفاءها 0

- كم هذا مضحك يا سوزان 0

ظلت الكلبة تقفز حول ميمي فأمرها مارك :- اهدئي يافوفو 0حان وقت العشاء 0

توقفت فوفو عن القفز واتجهت للمطبخ 0

سأل مارك سوزان :- كيف حال كايل ؟ 0

ابتسمت سوزان وتوردت وجنتيها :- إنه ألطف طفل على وجه الأرض 0

أضافت :- أشكرك على هذا الطفل الرائع 0

وما لبثت أن تنحنحت وكأنها تقاوم الانفعال الذي استبد بها وقالت :- لم لا تزورنا أحياناً ؟ 0

فغمز بعينه وقال :- هذا وعد0

التفتت سوزان لميمي ونبهتها :- إياك أن تدعي وحش الشغل هذا أن يرهقك بالعمل ، وذكريه أن يأكل دائماً اتفقنا0

ورمقته بنظرة مؤنبة وهي تضيف :- أنت هزيل جداً0

فإذا بمارك يطلق ضحكة ملأت أرجاء الغرفة بالدفء :- ألن تتوقفي عن مضايقتي ؟

- حسناً00 حسناً أنا ذاهبة، أظن أن كايل متى كبر قليلاً سيسرق فوفو منك 0

-إذا أخذ كايل فوفو مني فعليك أن تمنحيني حق الزيارة

- وكأنك تملك وقت للزيارات 0

التفتت لميمي وسألتها :- إذا لم يكن مارك قد ضربك 00فكيف أصبت ؟

أحست ميمي برغبة في أذيته فردت :- بل ضربني !!

وبعد أن سددت له نظرة توبيخ ساخرة أردفت :- تعرضت للقرصنة في عرض البحر لقد صدم قاربي بقوة ، ثم قام باختطافي لقد كانت تجربة رهيبة 0

خيل لها أن ابتسامته استحالت عدائية ولكنه قال :- لقد أنعم الله علي بامرأتين خفيفتي الظل في غرفة واحدة 00يالحظي!!0

علقت سوزان :- كنت أجهل أنك قرصان شرير 0

سارعت ميمي للقول :- ها أنت ترين الجانب الشرير من
شخصيته 0ومما زاد الطين بلة إصراره على أن أعمل لحسابه ثلاثة أسابيع كاملة ،
مقابل أن يدفع ثمن التصليحات0

قالت سوزان :- خلف هذا القناع الرزين ها أنا أكتشف أنك متورط في أعمال خطف وابتزاز0

أخذ مارك ينقل نظراته بين سوزان وميمي حتى استقر أخيراً على سوزان :- فضحت أمري 0أنا مجرم خطير كسفاحي القرن التاسع عشر0

رغم أن ابتسامته كانت موجهة لسوزان إلا أنها أثرت بميمي
تأثير لم ترغب فيه 00فليس في هذا الطبيب صفة واحدة من الصفات التي تعجبها
في الرجل 0حسناًتقر أن فيه بعض الصفات الأساسية كالذكاء والوسامة غير أنه
أولا وأخيرا ليست أهم الصفات 0

قهقهت سوزان :- وهل أنت جاك السفاح ؟ آسفة يا مارك ولكني لا أصدق ذلك 00فما أنت إلا الطبيب ميريت الذي يرفض الفساد والرشوة0

ثم واجهت ميمي وأردفت :- ألم يخبرك لماذا استقالت الممرضة الأخيرة؟

هزت ميمي رأسها نفيا فقالت سوزان غير عابئة باعتراضات مارك :- لأنه لم يرض أن يلعب معها لعبة الطبيب والممرضة ، إن فهمت ما أعنيه 0

اختلست ميمي نظرة لمارك وقد أجفلها هذا التلميح الجريء0

وأخيرا تمتم :- شكرا جزيلا سوزي 0يبدو أنني نسيت أن اذكر هذا التفصيل الصغير0

حيت سوزان ميمي بمزاح :- أنه إنسان لا يقبل المساومة ولكننا نحبه على أي حال 0

كان التورد الذي علا سمرته قد كشف عن حساسية مغرية
0لعله فظ ، لكنه جذاب حين يصاب بالاحراج0لاحظت ميمي أن زوجته لم تشك في
إخلاصه وهي تغيظه عن أولئك النسوه 00عشيقاته ربما 0

زمجر مارك :- أرحلي يا سوزان يتناهى إلي بكاء طفل 0

قهقهت وأجابت :- أحبك أيضا ياعزيزي

قالت لميمي :- إننا نسكن فوق التلة ، لذا آمل أن أرك
باستمرار 0أني أعاني من قلة النساء على هذه الجزيرة 0 وكم أتوق لمحادثة
امرأة ! هذا إذا افترضنا أن القبطان الشرير قد منحك إجازة 0

هتفت ميمي :- لن أتوقع ذلك منه بتاتا 0

ضحكت سوزان وهي تغلق الباب بهدوء فجأة وجدت ميمي أنها
تواجه تلك التكشيرة العابسة مجددا قال وهو يشير للمطبخ :- سأدلك لغرفتك
0إنها في الخلف هناك 0

ضربت له سلاما مرحا وقالت :- حاضر أيها القبطان ترأس المسير يا سيدى 0

تقدمها عابسا :- اخبريني عن مكان حاجياتك ، وسأطلب تسليمها إليك في الغد0

- حسناً سأكتب لك العنوان 0

- ستنامين هنا 0

وسرعان ما شرع بابا وأضاء الكهرباء 0ليكشف عن غرفة صغيرة بسيطة الأثاث 0بدت جذابة قديمة الطراز ونظيفة للغاية 0

ثم أمسك بمقبض باب مزخرف بالقرب منها وأضاف :- وهذه غرفتي!!

تسمرت لبرهة ثم استدارت لتواجهه :- أقلت غرفتك ؟

بدا سؤلها محملا برعب لم يسمعه من قبل :- هذا منزلي آنسة باتيست ظننتك فهمت ذلك ؟

وإذا بخوف شديد يخالجها فقالت :- لكن 00ألا تعيش فوق التلة ؟

- كلا 0كنت أعيش هناك في الماضي ، إنما هذا منزلي الآن 0

يجدر بها ألا تهتم إن كان متزوج أم لا لكنها وجدت
تصريحه باعثا على الدهشة 0فقد أحست أن علاقة ودية تجمعه بسوزان 0وما لبثت
أن هزت كتفيها استهجانا وتمتمت :- هذا مؤسف جدا0

سألته :- أنت منفصل إذا ؟

- ماذا ؟

- أقصد منفصل عن زوجتك وطفلك 0

كتف ذراعيه وكرر :- زوجتي وطفلي ؟

- أتعاني من مشكلة في السمع يادكتور ؟

أشارت لغرفة الجلوس وأردفت :- أتحدث عن سوزان ، أي السيدة ميريت وطفلكما 00هما يعيشان فوق التلة 0فكيف تعيش هنا ؟

تجهمت فهذا الرجل قد يكون وقحا للغاية لكنه بدا متفانيا مع سوزان0

- ترى لماذا انفصلتما ؟ أبسبب ساعات عملك الطويلة أم بسبب الكم الكبير من الممرضات العاشقات ؟

راقبها بفضول قبل أن يهتف :- عفوا ؟0

أطلقت تنهيدة ساخطة كيف لرجل أن يكون دكتور وأبلها في نفس الوقت ؟ وأخيرا قالت بوضوح :- لم لا تعيش وسوزان تحت سقف واحد ؟

لوى شفتيه وعلق :- لم لا أعيش 0000؟

يالازعاجه ! – أتحول إخباري أن الأمر لا يعنيني ؟

لقد نشأت في البرية لذلك هي تفتقر للباقة واللطافة 0

- أنت محقة 0هذا لا يعنيك يا آنسة 0لكن ما من سر في الموضوع وستعرفين الأمر لاحقاً0

أكمل – تسأليني عن السبب اعتقد لأن زوجها لن يوافق 0

اختلط الأمر على ميمي :- زو00ولكن أليست السيدة ميريت ؟

- بلى إنها زوجة أخي 0

شعرت بالهلع فقالت :- لم شكرتك على الطفل ؟

ما إن تلفظت بتلك الكلمات حتى شعرت بالهلع ، فلوحت بذراعيها :- لا انس سؤالي أحيانا أتمنى ألا أتدخل في أمور الآخرين0

أجاب بسخرية :- وتفعلين دائما العكس على ما يبدو 0لكن
حرصا على أحاسيسك المصدومة ، اعلمي أن سوزان لم تشكرني إلا لأنني ساعدتها
على تبني الطفل 0

شعرت بالغباء وتمتمت أخيرا :- كلامك منطقي0

- إذاً سأنام قرير العين 0

أجفلتها سخريته أما هو سار نحو المطبخ وقال :- ماذا تودين أن تأكلي ؟

غمغمت :- طبق الأغبياء ! أحست ميمي أنه يقاوم ضحكة
خفيفة 0يالهذا الرجل ! لم يكن أبله ولم يعان من ضعفا في السمع ! بل كان
يتمتع بوقته وهو يراها تنسج خيوط حكاية وهمية ! لابد أنه تسلى وهو يتفرج
على

هذه الحمقاء الصغيرة !

أخذت نفساً عميقاً عساها تستعيد نشاطها ، قبل أن تقرر أن تتبعه0

حين دخلت المطبخ أخيراً كان يضع قدراً على النار 0
سألها :- ما رأيك في السباغيتي ؟

في الواقع كانت قد فقدت شهيتها 00ولما لم تجبه ، اختلس
النظر إليها وقد عقد حاجبيه :- لا تقولي لي أن إعداد السباغيتي يخلو من
المغامرة ، وإنك تفضلين أن تجوبي الأدغال بحثاً عن فريسة تصطادينها بيديك ؟

وما لبث أن أشاح بوجهه وتابع :- الوقت متأخر وأنا منهك ،
كما أننا نعاني من نقص الطرائد على هذه الجزيرة ، فإما أن تأكلي السباغيتي
وإما لا شيء 0

تحول ذلها إلى غضب شديد :- لم أنبس بكلمة يادكتور 000سآكل السباغيتي 0

تناولت القدر قبل أن تضيف :- اذهب وأزعج أحد غيري ، وسأناديك حالما يجهز الطعام 0

تراوحت ملامحه بين الانزعاج والحيرة ، حتى استقرت أخيراً على الكآبة 0فهز رأسه وقال :- أنا آسف ياآنسة كان يومي طويلاً ومرهقاً0

أحست بدافع غريب على أن تزيح الخصلة المتدلية على جبينه
، لكنها ثبتت يديها بإحكام على مقبض القدر 0لن تفقد عقلها بسبب رجل لا
يتمتع بروح المغامرة مثلها 0 ومن الغباء أن تضيع في سحر هاتين العينين التي
لن تملآها حين يحين الرحيل إلا حزناً0

هربت نحو المغسلة وقالت :- أما أنا فكنت آكل الحلوى
طيلة النهار ، لذا أحس بالانتعاش كزهرة الربيع ، هذا إذا ما استثنينا الجرح
في رأسي طبعاً ، والآن اذهب !

يوجد ميزه أخرى مزعجة جداً للدكتور فمن الصعب أن يتجاهله المرء 0

ولما لم يكن باستطاعتها أن تراه أو تسمعه ، افترضت أنه
لم يحرك ساكناً 0لكن بعد لحظات تناهى إليها صوت البراد وهو يفتح 0فاختلست
النظر إليه ورأت مارك يخرج علبة الهمبرغر سألته :- ماذا تفعل ؟

- غداً يوم الأحد وهو يوم عطلة ، إن لم تطرأ أي حالة طارئة 0سيتسنى لك الوقت لتتعرفي على الجزيرة 0

أخرج مقلاة وقال :- سأترك لك هذه الليلة قميص اً وجوارب لترتديها بعد الحمام 0

سارعت للقول :- شكراً0

كان التوتر بينهما يظهر للعيان 00وملا لبثت أن أجبرت نفسها على مواجهته ، وتلفظت بالكلمات الصعبة :- اسمع يادكتور 000

فكرت أن تعتذر منه أما هو فلم يلتفت إليها بل واصل تحضير الطعام فهمست :- مارك 000

وهنا توقف وقد رفع حاجبه متسائلاً 0

هزت بكتفيها قائلة :- أنا آسفة بشأن مركبك 0

أخذت الشوكة من يده :- ستدفع أمولاً طائلة لإصلاح الزورق وأخبرتك أنني سأعمل لأفي ديوني فدعني 0 أعد العشاء على الأقل 0

لو لم يكن عبوساً ويعيش حياة تقليدية لظنته الرجل الذي انتظرته والذي سيحبها كما أحب والدها أمها 0

وما لبثت أن لامت نفسها لهذه الأفكار السخيفة 00وسألته :- أرجوك ؟ دعني أقوم بذلك واذهب 0

- كلا يا آنسة لست مضطرة لتقومي بأعمال إضافية ، بخلاف ساعات العمل 0

هتفت :- هذه سخافة ! اذهب ! استحم ! خذ قيلولة ! اثقب الجدار! افعل ما يحلو لك 00ودعني أفي بوعدي 0

تابعت :- هيا ، تحرك!

فصاح :- توقفي ! فلست فيلاً غائصاً في مستنقع !

- هل أنت متأكد يادكتور0

تمدد مارك 00مرهقاً ما به؟ لقد بدأ يومه في الخامسة
صباحاً وهاهي الساعة تقارب الثانية صباحاً 00لم لا يداعب النعاس جفنيه ؟
كان في العادة يغط في النوم قبل أن يتهالك على الوسادة 0

أطبق عينيه دون فائدة 00علم أن امرأة تدعى ميمي باتيست هي ما يشغل عقله 0وتمنعه من النوم 0

ما أن وقع نظرة عليها على متن ذلك القارب حتى انقلبت أفكاره رأساً على عقب0

أمسى أكثر طيشاً وتسارعت دقات قلبه 0لم يختبر في حياته شعوراً كهذا وهذا ما يخيفه !

لقد عاد لجزيرة ميريت لأنه اكتشف أنه لا يصلح لأن يكون
طبيباًَ في مدينة كبيرة 0لقد اشتاق لأهله وأصدقائه وذلك النمط التقليدي
الذي تعود عليه 0لم يرغب في إدارة شركة العائلة ،ولهذا سر سروراً بالغا
عندما تولى جاك الأمر0لكن جزيرة ميريت مسألة أخرى لم يذق طعم السعادة إلا
في هذه الجزيرة حيث الموطن الذي يحلم به0

كان ينوي أن يختار زوجة من أحدى الجزر القريبة ويؤسس عائلة ، سيما وأن معظم أصدقائه قد تزوجوا وأنجبوا 0

فالطبيب يحتاج للاستقرار ، وميمي باتيست هي أبعد ما
يكون عن الاستقرار أنها أشبه بطائر جميل يتوق للطيران 00وهو لا يجرؤ على أن
يحبها ، لأن الطائر حين يطير يرحل بعيداً

لماذا يتصرف كرجل لا كطبيب حينما يلامس شعرها صدفة ولماذا يرتبك كلما سمعها تناديه بوقاحة 0

إنها مزيج من السخط والبهجة ، من الإزعاج والسحر وهي بالتأكيد ليست المرأة التي يتمناها !

عليه أن يسحق هذا الشعور الذي يخالجه 0ووعد نفسه أن
يكافحه مهما كان قويا 0وألا يتورط في هذه العلاقة 0كان من السهل عليه أن
يصد أورسولا وأمثالها ، فدولاب العمل لايدور إذا نشأت علاقة غير مهنية بين
الموظفين 0

لكن كيف يكافح المشاعر التي يكنها لميمي ؟

أنه يريد هذه المرأة وبما أنه يعلم تاريخ آل ميريت فهو
يعلم أن قلوبهم لا تتعلق بحبيب أو تخسر وليف من دون أن تعتصر ألماً ودموعاً
0فوالده لم يعد لسابق عهده منذ وفاة أمه 0أما جاك فعانى الأمرين منذ سنوات
حين فقد تاتيانا ، قبل أن تظهر سوزان في حياته منذ سنتين 0

نعم أنه يريد زوجه لكن لن تكون ميمي باتيست ! لن تكون هذه الغجرية التي ما تحط رحالها حتى تسافر مجددا ً

دعك منها ميريت !! واخلد للنوم 0

انزعج مارك من نفسه لانشغاله بامرأة سريعة الغضب ، فنهض من فراشه وسار بخطى خافته نحو الباب 0

حين وصل إلى الرواق ، اصطدم جسده بشدة بشيء ما 0

لم يكن الطيف المتسلل الذي ارتطم به طويل القامة ، بل
بدا ناعماً إلى حد لم يتوقعه0 كل ما استطاع فعله هو أن يتمنى أن يكون
المجهول مجرد سارق 0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MathS
عضو ذهبى
MathS


الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 1628
تاريخ التسجيل : 17/01/2012

 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل     ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 3:37 pm

[color=blue][center]3/ لماذا لا تحبني




لم تستطع ميمي أن تتيبن طريقها في عتمة الرواق ، لكنها اعتمدت على حاسة
اللمس القوية التي تمتاز بها 0 وفجأة ارتطمت برجل متين البنين ! ولما تناهى
إلى مسامعها شتيمة مكتومة ، عرفت أن الطبيب يعبر عن سعادة الغامرة
بلقائهما الليلي 0

تمتمت وقد أغضبها امتعاضه الواضح :- هذه المرة صدمتني فعلاً يادكتور !

وفجأة أحست بالدفء الذي يلفه والقوة التي يتمتع بها 00وياليت الأمر اقتصر على ذلك بل سرعان ما تسارعت دقات قلبها 0

طردت الصور التي داعبت مخيلتها وهي تذكر نفسها بأن هذا ليس في صالحها 0

همست :- 000حسناً لن يغمى على لقد واجهت مشاكل أكبر 000

قاطعها بوقاحة :- حين صدمك غيري من الرجال ؟

ردت بغضب – حين صدمتني سمكة قرش نتنة !

سكتت وهي تتسأل كيف يتدخل في حياتها العاطفية ؟ وتابعت :- لكن لنعتمد إجابتك يادكتور فهي أكثر نبضاَ بالحياة0

عاد الصمت ليلف المكان 00وتوقف عقلها عن التفكير 00لكنها تمسكت بعقلها
وتركت غضبها يحررها :- إن كان هذا اغراء يادكتور ، فابذل مزيداً من الجهد
في المرة القادمة 0إن رأسي يؤلمني ، لذا اعذرني إني على موعد مع خزانة
أدويتك وحبة أسبرين0

ثم ابتعدت عنه والدوار يتملكها 00مشت بترنح وهي مستندة على الجدار فسارع
للقول :- اسمعي يا آنسة أنا آسف لم أكن بكامل وعيي 0في مكتبتي تجدين الدواء
الناجح لصداعك0

أشار للمطبخ مبتسما :- أنا جائع ماذا عنك ؟

ابتسم ابتسامة صغيرة كان لها تأثير بالغ عليها فضلت ميمي ألا تفكر في العواقب إذا ما رسم ابتسامة عريضة على وجهه لها وحدها0

هزت كتفيها بلا مبالاة وردت :- حسناً ،قد آكل رطلين من اللحم مع كيس كبير من الخبز0

اتسعت عيناه لبرهة ، حين تبينت ميمي بوادر روح مرحة حقيقية في نفسه فأجابها :- رائع ، أعدي أنت السندويشات وسأحضر الدواء0

أوصلها للمطبخ ، وحين أضاء الكهرباء ، أجفلت ، وقد أعماها النور المتوهج الذي سطع فجأة , وآلمها بشدة0

اختلس مارك النظر إليها ثم بادر بإطفاء النور وسأل :- ألا تتحملين الضوء ؟


اختلس مارك النظر إليها ثم بادر بإطفاء النور وسأل :- ألا تتحملين الضوء ؟


استمرت تراوغه وهي تعلم أن الذنب ذنب هذا الصداع :- كيف أتحمل ضوء بمعدل 5000واط0

- أظن بإمكاني تدبير ضوء ملطف لآلام الرأس0

ثم أفلتها وتناول شموع وأعواد ثقاب وبع ثوان كانت شعلة خفيفة قد ملأت الغرفة بنور خفيف0

- أهذا أفضل ؟

انعكس الضوء عليه وبدت صورته من الجاذبية بحيث شكت في أن تفي كلمة نعم بالغرض فأومأت برأسها قائلة :- شكـ000شكراً0

- لن يستغرق الأمر إلا دقيقة

تمتمت – خذ وقتك 0

من الأفضل أن يكون دواؤه شافي وإلا ذهبن رباطة جأشها أدراج الرياح بسبب
المشاعر التي تتملكها 0 أهي فعلاً بحاجة لهذا النوع من المشاعر في الوقت
الحالي ؟

حين عاد 00بدا شعرها مشعثاً ، منسدلاً حتى كتفيها 0 كانت أشبه بفتاه صغيرة
ترتدي قميص أبيها وجواربه 0لكن مارك استدرك لكنها ليست صغيرة أبداً فنور
الشمعة أظهر بغموض تقاسيم جسدها بشكل مغري لحد العذاب !

حين اقترب منها أمسكت بطبقين ، واستدارت قائلة : ها قد جهزت الشطائر الموظ التي أمرت بها مسيو !

لكن تعابير وجهها تجهمت عندما رأت مافي يده :- ماهذا ؟

-إنها حقنة وسيظهر مفعولها أسرع 0

لم يخف على مارك أنه حرصت على إبقاء مسافة كافية بين المقعدين 0 ثم رآها تلتفت إليه وهي تقول :- ظننتك ستأتيني بحبة يادكتور !

رفع حاجبه علامة التحدي قائلاً :- لن تضرك إبرة بسيطة 0

كشفت ذراعها وقالت :- لقد طعنتني بإبر ما فيه الكفاية اليوم ، الم تسأم من استخدامي كوسادة للدبابيس 0؟

- بلى وأحاول جاهداً مقاومة هذا الشعور 0

ما إن تلفظ بهذا حتى تعجب منذ متى أصبح يمزح في المسائل الطبية ؟

حدقت فيه بكآبة ورفعت إليه ذراعها قائلة :- حسناً استمتع بوقتك 0

تابعت بوقاحة – أبهذه الطريقة تكافئني وقد أعددت لك ساندويش ؟

- ستصبحين أفضل حالاً 0 أخبريني ، هل أنت حساسة تجاه أي نوع من المسكنات ؟

- الفراولة !

أحس برغبة في الابتسام لكنه سيطر على نفسه وأجاب :- لحسن الحظ أنني لا استعمل الفراولة كمسكن 0

كشرت في وجهه وقالت :- أقلت مسكن ؟ إذاً الجواب لا ، على الأقل على حد علمي0

انهمك بتطهير مساحة صغيرة في ذراعها وسألها :- ماذا تسبب لك الفراولة ؟

- موجة عارمة من الحكاك الشديد 0

- هممممم0000

ضحكت ، فحدق فيها بارتباك :- لما ضحكت ؟

- لاشيء 00ولكن بدوت مثل الطبيب الصارم بهذا التعليق 0أيعلمونكم هذا في مدرسة الطب ؟ أن تكتفوا بهذا التعليق حين تجهلون الحل ؟

تمالك أعصابه وصب اهتمامه على الحقنة المنتظرة 0

- لكني أعرف الحل جيداً يا آنسة 0

- أحقاً ما هو ؟

- لا تأكلي الفراولة 0

قهقهت مجدداً فأرسل صوتها قشعريرة في بدنه 0يله من شعور غريب ومثير 00لم يختبره من قبل !

حانت منه التفافة إليها كانت مغمضة العينين فقال :- ها قد انتهينا !

جلست ورددت – إياك أن تتخذها عادة 0موافق ؟

أشارت للسندويشات وقالت :- هيا ، كل يادكتور 0

رمى الحقنة وجلس قبالتها وألقى نظرة على الطعام :- قات لحم الموظ ، لا ؟

- طبعاً مع كيس كبير من الخبز !

هنا غمره فضول لمعرفة محتوى السندوتش 0 فرفع قطعة الخبز الأعلى ، ونظر وهو
عاجز عن التصديق :- هل أعددت ساندويش من السباغيتي الباردة ؟

أومأت برأسها وابتسمت بمكر 0

- كيف حال رأسك ؟

زمت شفتيها و غطت وجهها بكفيها بحركة قوية وكأنها تفكر ملياً في الجواب ثم قالت :- جيد جداً0

هذه المرة عندما حاول أن يكبت ابتسامته مني بالفشل فهتف :- هذا رائع !

- اسمع يادكتور 000

أجابها وهو يغطي السباغيتي بالخبز :- نعم ؟

- لا تقلق !

لم يكن متأكد مما سمعه فكرر :- لا أقلق ؟

- أجل

- على ماذا يا آنسة باتيست ؟

مالت إليه بدورها وقالت :- لن ألاحقك في أرجاء مكتبك !

إنه بالطبع لا يسمعها جيداً فهتف مجدداً :

- ماذا ؟

ارتمى في كرسيه غير مصدق لم يصدمه أنه ليس رجل أحلامها ، بل أحفلته وقاحتها
بدا واضح أنها لا تشعر بألم 0لكن المفارقة أن تصريحها آلمه في الصميم ،
ليس لأنه يود أن تلاحقه في المكتب ، بل لأنه فكر مسبقاً في استلطاف متبادل
بين الطرفين ، أخيراً تكلم :- أنا 000أشكركك على صراحتك 0

همست – فلنلخص الواقع يادكتور 0لن أطيل البقاء هنا وليس من هواياتي الانقضاض على الرجال0

صر بأسنانه 0لقد خطرت له هذه الفكرة 0أليس كذلك ؟ تقدم واستعد للكلام وفجأة لمح العبرات في عينيها فتسمر مكانه وقد فغر فاه0

- أنت لا تحبني يادكتور 0

لم تكن تطرح سؤال 0

تنحنح وأجاب :- طبعاً 000طبعاً أحبك آنسة باتيست 0

وتابع في سره :- لكني لا أريد أن أحبك وأود أن ترحلين فأرتاح 0

ثم أضاف على مسامعها :- ولترتاحين ، أنت لست المرأة التي أبحث عنها 0

- هذا رائع0

ألقت برأسها على شطيرتها وعادت وتمتمت :- هذا رائع0

سأل بنعومة :- آنسة باتيست ؟

لكنه لم يلق جواباً0

لقد غرقت في النوم 0 راح مارك لدقيقة يراقبها 0 كان شعرها يتلألأ في النور الخافت 0 أما يداها

فموضوعتان برشاقة جانب الشمعة0 وقع نظره على الحلية الصغيرة حول معصمها الأيسر واستعاد ذكرى عينيها الجميلتين هز رأسه بذهول ثم قام

وأطفأ الشموع0مظهرها هذا جعل شجاعته تخونه للحظة ، لكنه عاد وذكر نفسه بأنه
طبيب أولا وأخيرا ، وهي مريضته ، ولن تكون موظفة إلا من الغد ، ومن الأفضل
أن يهمل أي شعور بالحب قد يثره نحوه 00

تنهد وتمتم :- نعم نحن محظوظان فعلاً0

في الصباح كانت ميمي تحس بالانتعاش فقد نامت لفترة طويلة 00فجأة شعرت بوخزه
صغيرة ّإذ أدركت مكانها تمتمت :- حسنا أنا عبده الطبيب النكد ابتداء من
اليوم 0

قفزت من السرير قائلة :- لن ينفع البكاء على أطلال زورق !

ثم وجدت حقيبتها الخضراء بجانب الباب 00كيف وصلت هذا الحقيبة إلى هنا ؟
انتشلت قميصاً قطنياً وسروالا نظيفاً ، ثم اندفعت نحو الحمام 0 وعندما
انتهت ، راحت تبحث عن السجان الوحشي 0

كان يجلس إلى المائدة يشرب كوباً من القهوة 0 وهو يطالع الصحيفة وإلى جانبه فوفو 0

قالت في نفسها :- يل لهذا المشهد العائلي اللطيف ! رجل وكلبه اللطيف ! ورفع رأسه وحياها بأدب 0

- صباح الخير يا دكتور ماذا تحب أن تفطر ؟

صحح كلامه :- إنه الثانية بعد الظهر يا آنسة ، أشكرك ولكن قد أنهيت غدائي لتوي

بدا كلامه كعاصفة هزتها ردت بذهول :- الثانية ؟ لا ! لا! يعقل 0

فما كان منه إلا أن اثنى صحيفته ووضعها أمامه وأجاب :- لكنها الثامنة في هاواي ، إن كان هذا يخفف عنك 0

هب من كرسيه وتابع :- لقد أحضرت سوزان الغداء 0طبقك في البراد أترغبين بالقهوة ؟

هتفت وتكشيرة تعلو وجهها :- لكن كيف نمت 000؟

وإذا بفكرة تمر في خيالها :- إنه الدواء الذي أعطيتني إياه ، لقد غبت عن الوعي كمن صدمته شحنة كهربائية !

- النعاس من أبرز عوارضه 00إنما بما أن الليل كان قد تجاوز منتصفه ظننت أنك لا تمانعين 0

اشتعل غضبها وفتحت البراد وقالت :- أهذا الطبق المكسو بغلاف من البلاستيك ؟

حملته للمائدة وجلست مواجهة له :- هل أحضرت سوزان هذا بنفسها ؟

فرد يديه على الطاولة وأجاب :- نعم 0

أحست أن نظراته الثاقبة تخترقها 0فما كان منها إلا إن شغلت نفسها بنزع الغلاف عن السلطة 0

- لطف منها أن تعد لنا الغداء 0

- لم تعده بنفسها إنما لطف منها أن تحضره إلى هنا بنفسها 0

اختلست إله نظرة حائرة 0

- جرت العادة أن يحضره أحد العاملين لكن سوزان لم تطق صبراً حتى تراك 0

ارتشف من فنجانه وتابع :- إننا مدعوان على العشاء 0

توقفت عن الأكل :- ماذا ؟

- إلى العشاء 0 لاشك أنك سمعت به 0 إنه الوجبة التي تلي الغداء بعدة ساعات !!

ردت بغضب :- أفهم هذا التسلسل جيدا ً ، فحتى أنا آكل من وقت ولآخر 00لكنني
ظننت أنني هنا لأعمل ، كيف سأفي بديني إن كنت تتركني أقضي نهاري في النوم ،
فيما تقوم سوزان بالعمل كله ؟ ماذا يجدر بي أن أعمل ؟

- أخبرتك أن الأحد يوم عطلة ، إلا إذا طرأت حالة مستعجلة 0وبما أن سوزان دعتنا للعشاء قبلت ، متوقعاً أن تكوني جائعة 0

نظرت إليه لقد خلت ملامحه من المدح 0لكنه على الأقل لم يكن يحملق فيها
كعادته 00سألته :- ماذا عنيت بقولك إن أحد العاملين في المطبخ يحضره ؟

التوت شفتاه بسخرية :- ظننت أن لغتك الأصلية هي الإنكليزية يا آنسة ! فأي كلمة لم تفهمينها جيد اً؟

- أعلم أنني إلى جاني الإنكليزية أتكلم أربع لغات بطلاقة إحداها البانتو
وهي لغة الشعب السواحلي ولغة تنزانيا 0 كما أتكلم الفرنسية والألمانية
والأسبانية 0فماذا عنك يا دكتور كم لغة تجيد ؟

- أتكلم القليل من اللاتينية والانكليزية 0 وجوابا إ على سؤالك ، إنه منزل واسع 0

استوضحت :- عما تتكلم ؟

- عن المكان الذي تعيش فيه سوزان 0

- تذكرت سؤالها إلا أنها بقيت محتارة :- أتعيش في منزل يحتاج لعشرين خادم ، أهو فندق ؟

- لم تري المنزل فوق التلة من قبل 0أليس كذلك ؟

- كان الضباب يخيم على المكان حين سجنتني رغما عني ، فيما أنا أطلق الشكاوي والصراخ ،الا تذكر ؟

أحنى رأسه بإيماءة عميقة ُوانتصب واقفاً :- أذكر الضباب ،إنما بالنسبة للشكوى والصراخ فلا اذكر شيئاً0

مد إليها يده بثقة قائلاً :- تعالي !

تأملت أنامله الطويلة لبضع لحظات 00وقد راح قلبها يخفق ، ثم استجمعت قواها ورددت أنه لن تناوله يدها أبداً0

- إنني آكل !

اخفض ذراعه وبدا أن الفكرة راقت له :- لن يستغرق الأمر ثوان 0 أريدك فقط أن تنظري من الباب الأمامي 0

وسرعان ما التفت متوقعا أن تتبعه لكنها قررت أن تتسمر في مكانها وظلت تأكل
00أما هو فناداها :-يا آنسة ؟ فهمت منك أنك لن تتخلصي من اهتياجك العصبي
حتى تدفعي دينك ، ! إن كان اللحاق بي إلى الباب يفوق قدرتك ن ما رأيك أن
تدفعي لي المال الذي تدينين به لي ، وتمضي في سبيلك ظ

وهنا علقت اللقمة في حلقها وأخذت تسعل 00لقد ضرب على الوتر الحساس 1 ما بها
تجلس كما لو أنها ملكة عظيمة ن وقد تبجحت للتو بضرورة العمل ؟ لماذا لا
تلحق به ؟ ماهي

مشكلتها ؟ من الضروري أن تتحكم بأعصابها 0

تمتمت في سرها :- ميمي حددي أولوياتك 1 تقدمي وتجنبي الطبيب إنما نفذي أوامره ن حتى تحصلي على بعض المال 0

توجهت نحوه وأرادت أن تخفف بدعابة من حدة التوتر :- هل طلبتني يادكتور ؟ لم لم تقل ذلك بكل بساطة ؟

رأته يستند للباب أومأ برأسه بتكاسل :- شكراً سأحاول إن أتذكر هذا في المرة القادمة 0

تقدم للشرفة وأشار للتل البعيد :- هاهو !

لمحت ميمي قصر بثلاثة طوابق من الحجر والخشب لا يطل على المحيط فحسب بل له فيه بركة متسعة تسبح فيها طيور التم0

نظرت للحدائق المخملية حوله وقد أزهرت فتها آلاف والآف من النباتات وفاح
عطرها وارتفعت الأشجار لتعانق السحاب وتظلل الأرض بظلال رحبة 0

أخذت نفساً عميقاً وقالت :- يالها من أشجار جميلة !

سرعان ما انتشلتها من أفكارها ضحكة خافتة ، ولمحت نظرة مريبة على وجهه :- شكراً يا بنت الطبيعة ، لكنني أدلك على البيت 0

- آه 00طبعاً إنه جميل ، أتعيش سوزي هناك ؟أدار ظهره للمنظر الطبيعي قائلاً
:- يعيش كلاً من سوزان وجاك وطفلهما بالإضافة أبينا جورج وحوالي درزيتين
من الخدم 0

- أيعيش أبوك وأخوك هناك ؟

- نعم 0

- وأنت لاتعيش هناك 0حتى عائلتك نفسها لا تطيق شخص كثير التذمر مثلك !!

هزت رأسها تأسفاً مضيفة :- أراهن أنك اضطررت لمتابعة دروس في الأخلاق الحميدة والتصرفات اللائقة ، قبل أن يسمحوا لك بتسلم شهادتك 0

فقال وهو يحملق في وجهها :- لست كثير التذمر 0

- أنت محق وأنا لا أقف أمامك وأربعون قطبه في رأسي 0

- بل ست0

- في الواقع بدت لي أربعين من جراء تذمرك 00وهذا يثبت وجهة نظري 0

- سلوكي غاية في التهذيب يا آنسة 0

ضحك بخفوت لكن السخرية فاقت التسلية في صوته :- لم أتلقى في حياتي أي شكوى لابد أنك تثيرين في هذا الطبع السيئ 0

- مشاعرنا متبادلة يادكتور لاسيما وأن معظم الناس يمدحون لطافتي 0

وبخها ساخراً :- هذا على حد قولك ! أما في معرض الإجابة على سؤالك ، فإنني
أقيم هنا لأنه كوخ الطبيب 0إنه أقرب للميناء وهو مقصد المرضى منذ خمسين سنة
0

لم تقتنع – وماذا في ذلك ؟ هذا لا يفسر سبب سكناك هنا 0

- أسكن هنا لأني الطبيب يا آنسة باتيست0

وجدت في ملاحظته تحبباً مقلقاً ولكنها كبتت مشاعرها وتابعت :- أعني يمكنك السكن في المنزل الكبير والمجيء لهنا ساعات العمل0

- هذا صحيح لكني أحب العمل هنا 0

إنها نقطة لصالحه ، قد يكون الدكتور مارك وحشاً نكداً لكنه ليس متكبر00كفاها استسلام للأوهام مالها وله ؟

مدت ذراعيها فوق رأسها مدعية الملل :- إن وصلت الجولة إلى ختامها فأود العودة إلى غدائي0

اكتفى الدكتور بنظرة سريعة من عينية الضيقتين ، ثم التفت إلى ساعته بمزيج
من السرعة والعنف وقال :- أمامنا أعمال كثيرة هذا العصر 0 سأكون شاكراً إن
أنهيت طعامك في غضون ربع ساعة 0

صرت على أسنانها :- ظننت اليوم يوم عطلة 0

- لقد غيرت رأيي 000ماذا تنتظرين أتأكلين أم لا ؟

لازمت مكانها وهي تقاوم رغبة شديدة في دفعه من على الشرفة 0 ثم زمجرت وهي
تتذكر مسألة الدين :- أنا ذاهبة ! أرجو أن تظل حياً بعد كل هذا 0

- أقلت شيئاً آنسة باتيست ؟

انفجرت قائلة :- الاسم يادكتور ميمي 0ليس صعباً يتألف من كلمتين : الميم والياء !من المفترض أن يسهل عليك ذلك حفظه 0 مي، مي أفهمت ؟

كانت تنهيدتها من القوة بحيث خالها شتيمة رد بنعومة :- واسمي مارك ، لا دكتور ولا متوحش ولا النكد ولا سريع الغضب0

سمرتها نظراته فأحست بالخجل حاولت أن ترد 00بلا جدوى بدا لها دعوته بهذه الأسماء أشد سوء من نسيانه لاسمها الصغير0

لا ضير أن دعاها آنسة باتيست لاضير أبداً00بل أنها الوسيلة الأفضل للتعامل
بينهما :- لقد أعدت التفكير 0 ادعني الآنسة باتيست ، فهذا أكثر أمناً0

رد متشككاً :- أكثر أمناً ؟

أجفلت : بالنسبة غليك طبعاً0

وراحت تتخبط للبحث عن جواب منطقي غير الحقيقي :- سأناديك الدكتور ميريت
فيما تناديني الآنسة باتيست وهكذا ، تقل زلات اللسان فلا أناديك بالنكد
أمام المرضى 0

حمد لله كانت المصيبة وشيكة ! وهي التي ظنت أنها فضحت نفسها بعفويتها 0

عكست نظرته استياء بالغ :- هذا كرم بالغ منك يا آنسة!

نظر لساعته كأمر أخرس للذهاب0

- حسناً أنا ذاهبة 000يا نكد0

وما إن همت بالمسير حتى سددت إليه ابتسامة وقحة ، وقالت :- فلتكن هذه زوادتي للأيام المقبلة ، موافق؟

- بل قولي الطبيب النكد 0

رغم الانزعاج المتجلي في عينيه إلا أن ثغره افتر عن ابتسامة صغيرة 0 هل حدث ذلك فعلاً؟

لقد تلاشت الابتسامة سريعا عن وجهه ، حتى ظنت ميمي أنها مجرد خيال انتظرته طويلاً 00طويلاً


 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 J8U00180



0
[/color
]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MathS
عضو ذهبى
MathS


الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 1628
تاريخ التسجيل : 17/01/2012

 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل     ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 3:39 pm

لما
دقت الساعة الرابعة ، كان مارك قد أطلع ميمي على عملية إدارة المكتب 0 وما
إن فرغ حتى أعلن أن البند الثاني على جدول الأعمال هو نزهة في أرجاء
الجزيرة ، وقال مضاعفاً دهشتها :- ألديك حذاء رياضي ؟
في الواقع السير حافية كان يمنحها راحة ما بعدها راحة 0نظرت لقدميها وقالت :- طبعاً لدي إنما 000
- انتعليه!
سددت إليه نظرة نكده وقالت :- ياللعسل الذي يقطر من لسانك يادكتور ! كيف لي أن أرفض وفي سؤالك عذوبة مستني في الصميم0
أشاحت بوجهها وتلفظت بكلمات من لغة البانتو تثير الخجل في نفوس أكثر التنزانيين وقاحة 0
ناداها :- لم أفهم ذلك تماماً يا آنسة باتيست 0
بعد أ، انتعلت حذاءها ، استعدا للتوجه إلى الريف الأخضر 0كانت فوفو تعدو
إلى جانبهما 0فراحت ميمي تراقبها لا سيما أن الطبيب لم يكلف نفسه عناء
الترويح عنها أثناء مسيرهما0
وفيما هما يعبران حائق القصر 00 أخذت فوفو تنبح فقد رأت جندباً فقالت :-
أتعرف يادكتور ؟ من المضحك كيف أن رجلاً فظاً ونكداً مثلك: ، أقصد حكيماً
وشافياً طبعاً ، يملك حيوان صغير ومرح كهذا كنت أعتقد أنك من النوع الذي
يقتني كلب قوي أو ذئب أو كلب استرالي يلتهم الكلاب الصغيرة وتسميه الصاعق 0
رمقها بنظرة واجمة وقال :- أيعقل هذا ؟ ألم تتخيليني مع نمر بأسنان حادة يدعى كاسر ؟
تصنعت التركيز :- لقد نسيت أمر القطط البرية ! بلى بإمكاني أن أتخيلك برفقة
نمر أو أسد لا بل قطتين بريتين مفترستين أيضاً0إذاً 0لم اقتنيت هذا
الحيوان الصغير ؟
- تركته لي مريضة تدعى أنيتا لاندسبوري 0
دُهشت ميمي ك- تركته؟ أتعني في وصيتها ؟
- ليس تماما كانت أنيتا بلا عائلة ن وقد طلبت مني قبل مدة قصيرة من وفاتها أن أعتني بفوفو0فوافقت 0
فكرت في كلامه :- كان باستطاعتك أن تعثر على منزل لهذا الكلب فالاعتناء به لا يعني أن تربط مصيرك بمصيره!
كان في عينيه شفقة بعثت فيها الاضطراب :- كان ذلك يعني لي 0ألم تربي حيوان أليف من قبل 0
- بلى 0 فعلت طبعاً0
- لم يبد لي أنك تحبين الحيوانات0
- بل أعشقها ! ألا تعلم أنني ناشطة في سبيل حقوق الحيوانات ! بل أنا متطرفة
لأبعد الحدود 0لكن السفر المتواصل يمنع الإنسان من الاختلاط
بالحيوانات0هذا كل ما في الأمر 0
- إذاً أنت تحبين الحيوانات إنما لاتودين أن تغدقي عليها مشاعرك 0
- ماذا تقصد0
- لا شيء أبداً0
سألها بفضول :- إذاً أي نوع من الحيوانات ربيت ؟
أزعجتها نظرته فتمتمت :- خفاش 0
قاطع أفكارها :- أقلت طير بريش أي نوع هو ؟
لما حملق فيها قهقهت :- قلت خفاش يادكتور !
كانت ردة فعله كلاسيكية وجذابة وعلمت أن الطبيب الصارم قلما التقى نساء يتخذن من الخفافيش حيوانات أليفة 0
أضافت :- كان خفاش صغير وقع من أحدى الثقوب في الحدران0لو أن أبي لم يحضره ولو لم نطعمه لمات بكل تأكيد0
واجهها قائلا : هذه قصة مليئة بالحب والحنان يا آنسة شكراً جزيلا لأنك رويتها لي !
اتخذت موقف عدائي من سخريته المرة :- اسمع من الواضح تماما أننا لا نتفق في
أمور كثيرة أنت تجب العيش في منطقة حيث الكل يعتمد عليك أراهن أنك لم تفكر
في الإجازات لأنك تفكر أن يحتاجك مريض أثناء غيابك00لم اقض في مكان فترة
تزيد عن شهور قليلة 0فالعالم بأجمعة موطني يادكتور 0أريد أن أرى كل شيء
وأخوض كل التجارب أستطيع أن أتخلى عن كل شيء00
ثم رفعت الذراع التي تزينها السوار وأردفت :- 00عدا عن هذه الحلي ، وصور
تجمعني مع والدي 0فماذا لو لم أملك حيوان أليف ؟ لكني عشت تجارب لن تعيشها
أيداولن تفهمها 0لقد خلقت أنت على هذه الصورة وخلقت أنا على هذه الصورة !
أنت أسير على هذه الجزيرة فيما نفسي تتوق للرحيل حتى أنني أكاد اشعر بوجز
في رجلي 0فلنتفق على أننا لن نتفق أبداً ولنحاول أن نتعايش ما أمكننا طوال
هذه الأسابيع الثلاثة فما رأيك ؟
نقل نظره بين أصابعها ووجهها ، ثم قال بصوت عميق :- أملك مرهما ً لشفاء هذا 0
تملكتها الحيرة :- لشفاء ماذا ؟
- الوخز في رجليك 0تابع سيره على الطريق المتعرجة :- هل أنت آتية ؟
صرخت :-لا أريد أن اشفي الوخز الذي في رجلي ، ألم تسمع كلمة مما قلت ؟
شعرت بأنه يستخف بها :- حقا ؟ هذا يناسبني تماما! !
وجدت برودة الدكتور مهينة فهي لم تتعود أن يقلل أحد من شأنها 00توجه نحو
المنحدر وهو يقول :- يقع بيت الموظفين خلف الأشجار ونحن ، نستقبل العديد من
المشاغبين الجرحى بعد منتصف الليل 0
أجابته بتجرد :- نعم دكتور ميريت 00كما تشاء دكتور ميريت 0
- أنا سعيد لهذا التحسن في سلوكك 0
تحسن ! أغمضت عيناها وقد أعياها الغضب 0أما أن هذا الرجل لا يدرك السخرية حين يسمعها وإما أن حس دعابته غريب0
فليذهب للجحيم ! لن ينجو بفعلته ! ستلقنه درساً!
ثم نظرت لظهره العريض ، ولحقت به على طول المنحدر :- أراهن أنك يادكتور لم
تواجه أروع تجربة في حياة الإنسان ، برأيي في الغا0000آآآآآه!
وإذا بقدمها تزل ، فتنزلق حتى ترتطم بالأرض أخذت تصرخ وهي تسعى باهتياج
شديد إلى وسيلة للخلاص 0كانت ترضى بأي وسيلة صخرة ! أم جذور ناشئة ! وما هي
إلا خطوات قليلة وتسحق سحقاً0
فجأة اصتدمت بجسم صلب ، وبدافع غريزي تعلقت به بكل ما تملك من قوة 0لكنها
مع الأسف جرته معها نحو الأسفل 00فراحت تصرخ حين بدت لها النهاية وشيكة
مجدداً 0غير أن صراخها لم يدم إلا لثوان ، قبل أن يوقفها هذا الجسم عند
حدها 0حين اختنق صراخها في داخلها أخيراً تناهت إليها شتيمة خافتة من قريب 0
بسرعة تفحصت جسمها ، واكتشفت أنها نجت بأعجوبة ، باستثناء رضة في ظهرها 0
وأخيراً فتحت عينيها فأكد لها بصرها حقيقة أن ما اصتدمت به ليس شجرة كما
كانت ترجو 00بل طبيب شديد الاستياء 0بدا ساخطاً فعلاً فأجفلت وسألته بصوت
ضعيف :- هل 000أنت من أمسكت يادكتور؟
حدق فيها كأنه لم يسمع مثل هذا السؤال السخيف في حياته 0
تمتمت من غير تفكير للدفاع عن نفسها :- أعتقد 000أن عيني كانتا مغلقتين 000ولكنك لم تكن ثابتاإ وإلا لما وقعت حين أمسكت برجلك !!
بدا وسيماً جداً في غضبه فهتف :- بل كنت ثابتاً ! إنما لم أتوقع أن تخلعي
الجل التي أستند إليها 0وإذا بها تضحك وكادت تنتابها نوبة هستيرية
- أتظنين ذلك مضحك ؟
أفلتت منها ضحكة أخرى ، عبس في وجهها لكن تعابير وجهه لم تكن عدائية هذه المرة 0
- هل أنت بخير ؟
أومأت برأسها :- في ما خلا 000
لكن الحرارة اجتاحتها ومنعتها من المتابعة 0أحست بمشاعر لم تعجبها مطلقاً
0لم تشأ أن يتعلق قلبها برجل مقيد بجزيرة 00ولا تريد لمشاعرها أن تتحرك
نحوه أنه لا يحفل بها اصطنعت الامبالاة :- دكتور 000أنا مرمية أرضا0
بقيت تعابير وجهه مضطربة وهمس بصوت أجش :- أعرف0
أحست بدوار يتملكها وما إن سمعت همساته الهادئة حتى سرت فيها قشعريرة 0
في نظراته لاحظت ما يفوق الشغف الجامح جنوناً ، كما لمست مشعر غضب عنيف 0
الغضب ! صُدمت فقد علمت أنه لم يرد لمشاعرهما أن ترى النور كحالها تماماً
لم يكن هو الرجل الذي تبحث عنه ولم تكن هي المرأة التي يبحث عنها 00لكن
سحراً خفياً جذبهما وأجبرهما على الانصياع كلاً للآخر 00لقد وقعت في الشرك
ووقع معها 0 صرخت في سرها :- لست ضحية ياميمي بل أنت سيدة قرارك أنت امرأة
بلا قيود وتعلمين أن هذا الرجل سيعميك جسداً ورمحاً حتى تعجزي عن التحرر من
سلطته تعلمين أنك راحلة فلا تمنحي قلبك غلا لرجل كأبيك يتوق للمغامرات
أنقذي نفسك قبل فوات الأوان0
استجمعت ما استطاعت من قوة ولجأت لشجاعتها وهتفت بصوت بالكاد يسمع :- دعني وشأني0
حاولت أن تقف 00أنما بلا جدوى إلا أنها واظبت على محاولتها ، وهي تتحدى جاذبيته بما تبقى لها منقوة0
وبسرعة ابتعد عنها مارك وجلس على الأرض ، هل كان غاضباً منها أم من نفسه ؟
كان قد أدار ظهره لها وراح يمرر يديه الاثنتين في شعره ، ثم أحنى رأسه
وحاول أن يستعيد رباطة جأشه0
أحست بلمسة باردة على خدها فاستدارت لتجد الكلب وهو يتشممها ، فأجفلت
وأبعدت الحيوان عنها وهي تتذمر :- لست ميتة فليبق أنفك البارد بعيداً عن
وجهي 0
تمتم مارك -:- أعرف ! أقل ما يمكنني فعله هو مساعدتك 0
هل ستجرؤ على البقاء بقربه مجدداً 00هزت رأسها ثم استندت بيديها إلى الأرض ورفعت نفسها حتى كاد أن يختل توازنها 0
- أتحتاجين لأي مساعدة ؟
- لا تلمسني !
ابتعدت عنه وتعثرت :- سر في المقدمة وحسب 0
أنبأها وقع حذائه أنه بدأ يمشي بتثاقل وعندما أصبح بجانبها قال :- أنا آسف ما كان علي أن أكون فظاً معك 00
قاطعته :- معك حق 0 أنس الأمر ولنتكلم في موضوع آخر0
كادت أن تبكي فقد ظل واقفا ينظر نحوها :- اذهب 00اذهب وحسب 0
بعد برهة أمسى في مرمى نظرها فكان كل نفس تتنفسه كأنه سكين تخترق صدرها 00واشتد الثقل في قلبها وأحست بفراغ كبير 0
ياللسخافة كيف تتحكم بها مخيلتها وهي صاحبة التاريخ الحافل بالمغامرات والأعمال الشقية ؟
لن تكون عبده جميلة لأي رجل ! ولن تترك تصرف طائش يزرع الاضطراب في حياتها0
أخيرا تكلمت بصوت أجش :- عما كنا نتحدث ؟
كان مستغرق في التفكير فرفع رأسه وصرخ :- وكأني أعلم !!
ردت :- لا تصرخ في وجهي فالذنب ليس ذنبي إذا وقعت!
رفع رأسه وواجهها وبدا قريباً منها لحد مقلق :- أنت00000
وسكت وهو يصر على أسنانه 00لم تعلم ماذا أراد أن يقول لكنه بدا واضح أنه
عاجز عن التعبير 00أطلق أنيناً خافتاً وهز رأسه واستعد لمواصلة المسير لكنه
توقف فجأة وقد كسا الاضطراب ملامح وجهه 00أحست بالتوتر الحاد 00بعد وقت
طويل ن قال بصوت خال من التعبير :- أظن 00000أنك كنت تخبرينني عن أروع
تجربة في حياة الإنسان0
كتف يديه :- إذاً ياآنسة قصي علي أروع التجارب في حياتك0
لم تعرف لماذا أحست أن دموعها ستنهمر0لكنها سحقت قلبها كيف يمكن لشعور بدا
منذ دقائق أن يكون غالياً على قلبها 00بلعت ريقها وقالت :- تذكرت 00كنت
أٌول أرهن أنك لم تواجه ما اعتقدت 00ماأعتقد أنه أروع تجربة يعيشها
الإنسان0
ثم فركت عينها بيد مرتجفة ، وهي ترجو أن يبدو الأمر كأنها تزيح خصلة عن وجهها لا كأنها تمسح دمعة00
حمدت الله أن صوتها بدا طبيعياً رغم العذاب الذي يحرق أحشاءها تابعت :-
تخيل أنك تسير وسط سكون الطبيعة0 النزهة في هذه الطبيعة البدائية الخلابة
هي لا شك أروع تجربة يعيشها الإنسان في الحياة0
أخذت نفس مرتجف وهي تجبر نفسها على مواجهة نظراته 0 وإذا بوميض سخرية يجتاح عينيه تدريجيا0
قال ببطء :- كلا أنت مخطئة يا آنسة باتيست0
مضى وقت قبل أن تستوعب ميمي المعاني التي يخفيها في طيات كلامه00
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MathS
عضو ذهبى
MathS


الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 1628
تاريخ التسجيل : 17/01/2012

 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل     ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 3:41 pm





لم يصدق مارك ماحصل في الغابة 0لا، إن كلمة عاصفة تافهة لوصف ما حصل بينهما
0 بعد كل العظات التي رددها على نفسه وبعد التحذيرات من مغبة التورط مع
رحالة مشاكسة 00هاهو يتعلق بها ، صحيح أنه لم يخطط لذلك إلا أنه لا ينفي
تهوره المرعب ، ما الذي تملكه ؟
كان السؤال من السخافة بحيث أجفله 0فالجواب محفور في ذهنه 00لقد بات أسير
عينين رماديتين ، وشفتين توبخانه بابتسامة ماكرة ، كل هذا يجذبه إليها
ويغويه وفجأة فلت زمام الأمور0
لقد استغرق في عمله السنين الماضية كلها حتى انصرف عن الحياة الاجتماعية
ومازال على هذه الحال حتى اليوم لاشك أنه كبت من المشاعر ما يهدد بالانفجار
0لقد صد الممرضة أورسولا لأسابيع 0 ومن سوء حظ ميمي أنها تواجدت في المكان
الغير مناسب في الوقت الغير مناسب0
تذمر في نفسه :- واجه الأمر ميريت ! أنت ترغب في هذه المرأة وإن لم تتمالك نفسك ستنجرف إلى ما تندم عليه لاحقاً0
مازالت ذكرى مواجهتهما تبعث فيه مشاعر مجنونة 0 كانت رائحتها أشبه برائحة الطبيعة بعد أن يغسلها المطر 0
- مارك !
سمع اسمه فعاد للواقع كأنه سقط من السماء 0التفت ليجد الجميع يحدقا فيه 0
لقد فاته أنه في القصر يستمتع بعشاء عائلي0 كما استمتع رغماً عنه بوجه ميمي
المفعم بالنشاط وهي تجلس قبالته على المائدة !1تعمدت تجاهله طيلة الأمسية
وكأنها تثأر منه 0 مع العلم أنها تبادلت الحديث مع جاك وسوزان وجورج وتأملت
كايل طويلاً وهو يلعب بسعادة في حضن أمه0
ولما ألقى نظرة للأطباق أدرك أن العشاء على وشك أن ينتهي 0أيعقل أن ينجرف مع أفكاره لهذا الحد ؟
- عد للعبة ياميريت !
سأل:- ماذا ؟
ضحك جاك :- ما بالك يا أخي الصغير ؟ أفقدت السمع ؟
واجههم بملامح أرادها لامبالية 00وكذب :- آنا آسف 00كنت أفكر في حالة مرضية 0
مال لأخيه باهتمام وقال :- ماذا كنت تقول ؟
- كنت أقول أني سمعت أنك تخطف مساعداتك هذه الأيام 0
وغمز ميمي ، فلاحظ مارك أنه أجابته بابتسامة ساحرة لا تمت بصلة لأحاديثها معه0
وتابع جاك : - يمكنني أن أجزم من خلال الدليل على رأسها ، أنك لجأت للعنف
00مع أني لا أحبذ أسلوبك ، لكن اسمح لي بأن أهنئك على ذوقك الرفيع 0
قهقهت ميمي وقالت لجاك :- شكراً يا جاك يسرني أن أحد رجال ميريت لا يستقوي على النساء الأضعف منه 0
ثم حدقت في مارك بحنق وحولت انتباهها لجاك وتابعت :- لكن لقاءك أنت وسوزان وجورج والطفل عوض حظي العاثر 0
سددت لمارك نظرة شعر بلسعتها الحادة 00
كتف ذراعيه وهو يجبر نفسه بالنظر لأخيه وقال :- صدقني يا جايك أنني أكفر عن
جريمتي ، فنادراً ما التقي بأنثى بهذا الغضب وبهذه الثرثرة0
تلاقت عيونهما فابتسم وهو يراها تحمر بمهانة 0
قهقهت سوزان وقالت :- كل ذلك ممتع يا شباب ، لكن ابني بحاجة إلى بعض الرعاية في قسم الحفاضات 0
حول مارك نظرة لجاك الذي وقف قائلاً :- دعيني أقوم بذلك عنك عزيزتي 0
نقلت ميمي بصرها لجورج 00كان ميريت الأكبر المتجهم دائماً مستغرق
ً في مراقبة جايك وهو يحمل حفيده 0فكر مارك00
لقد ورثا ولدي ميريت وسامة أبيهما وطبيعة أمهما الودودة 0تذكر مارك هذا
أنما هل توافقه ميمي باتيست الرأي ؟ ضحك مارك بخفوت ، غير أنه نجح في إخفاء
ضحكته بسعال0
حيت تأمل والده صدم بالرقة التي ارتسمت على ملامحه الصارمة المستبدة 0فمنذ
وفد المولود الجديد كايل إلى حياتهم وحال هذا العجوز تتغير0
توجهت ميمي بالحديث إلى جورج :- جورج ، أخبرتني سوزان أنك تلعب الشطرنج 0
حملق جورج في الضيفة :- نعم 0 لم تسألين ؟ هل تحبين اللعبة ؟
- بل أنا مهووسة بها 0كنت اقضي ساعات الليل وأنا العب هذه اللعبة على ضوء مصباح0
أعجب مارك بالخجل الذي اجتاح وجهها وسمعها تضيف :- لن أكون لاعبة شطرنج محترفة لكن إن كنت تستمتع باللعبة فأود أن العب معك 0
هتفت سوزان ومارك معاً :- إن كان يستمتع 000
ثم انفجرا بالضحك فيما تابع مارك :- إني أبي يا آنسة الشطرنج يجري في دمه
وإن وافقت على منازلته فمن الأفضل أن تكوني شجاعة00ومن الأفضل أن تكوني
لاعبة ماهرة وإلا ألتهمك حية 00
- التهمني ؟
صرخ جورج :- إنها مجرد أكاذيب ، أكاذيب خسيسة 00لست إلا شخص يهوى الشطرنج
ويأمل أن يجد في يوم من الأيام شخص ينغمس معه في لعبة ممتعة
وحدق في مارك :- وأنت توقف عن مضايقتها 00لفد آذيتها ما يكفي !
- ادخلي عرين أبي بمحض إرادتك وعلى مسؤوليتك آنسة باتيست 0

وأضافت سوزان :- و اعتمري قبعة سميكة !

ثم قهقهت وهي ترى النظرة الصارمة التي سددها إليها حموها ، رفعت يديها علامة الاستسلام 0

- حسناً ، حسناً جورج ، لن انبس ببنت شفة0

- عما ؟
كان هذا صوت جاك وهو يعود للغرفة مع كايل 0
- عن والدك وسلوكه الرديء عندما يتعلق الأمر بالشطرنج0
انحنى جايك ليضع كايل في ملعبه الصغير لكنه تسمر في مكانه ، ثم اختلس النظر
إليهم بريب واضح :- لا تقولوا أن الملك جر ميمي لمنازلته في اللعب 00
نظر لميمي وتابع :- آمل على الأقل أنك لم تعرضي اللعب بنفسك ؟
سددت إليهم ميمي نظرة وقحة فيها من السحر ما أرسل قشعريرة في جسد مارك ثم
وقفت وأخذت يدجورج قائلة :- هيا يا جورج ، فلنتخلص من هؤلاء المملين
ولنستمتع بوقتنا0
قدم العجوز ذراعه لميمي في حركة مسرحية 0
همس في إذنها ببضع كلمات 00قهقهت لها ميمي وظل صوتها يتردد في ذهن مارك حتى بعد إغلاق الباب بوقت طويل0
وأضافت سوزان :- و اعتمري قبعة سميكة !
ثم قهقهت وهي ترى النظرة الصارمة التي سددها إليها حموها ، رفعت يديها علامة الاستسلام 0

- حسناً ، حسناً جورج ، لن انبس ببنت شفة0

- عما ؟
كان هذا صوت جاك وهو يعود للغرفة مع كايل 0
- عن والدك وسلوكه الرديء عندما يتعلق الأمر بالشطرنج0
انحنى جايك ليضع كايل في ملعبه الصغير لكنه تسمر في مكانه ، ثم اختلس النظر
إليهم بريب واضح :- لا تقولوا أن الملك جر ميمي لمنازلته في اللعب 00
نظر لميمي وتابع :- آمل على الأقل أنك لم تعرضي اللعب بنفسك ؟
سددت إليهم ميمي نظرة وقحة فيها من السحر ما أرسل قشعريرة في جسد مارك ثم
وقفت وأخذت يدجورج قائلة :- هيا يا جورج ، فلنتخلص من هؤلاء المملين
ولنستمتع بوقتنا0
قدم العجوز ذراعه لميمي في حركة مسرحية 0
همس في إذنها ببضع كلمات 00قهقهت لها ميمي وظل صوتها يتردد في ذهن مارك حتى بعد إغلاق الباب بوقت طويل0

وتحول التعبير المرتبك على وجه سوزان إلى ابتسامة رقيقة :- يا إلهي ! أمثل هذا الشغف يصدر عن طبيب بارد الأعصاب 0

ثم التفتت لزوجها وتابعت :- أتعرف ياحبيبي ؟ أظن أنك محق مارك مفتون بامرأة فريدة من نوعها ، وهذا ضد ميله الفطري 0
ثم واجهت سلفها وقالت :- يا لمارك المسكين ! لقد أراد ربة منزل هادئة الطباع ، فحظي بامرأة مثيرة غريبة الأطوار 0
- لم أحظ000لم أحظ ، ولا أرغب فيها أهذا واضح ؟
أجاب جايك وهو يرفع حاجبيه بسخرية :- نعم00هذا واضح بالنسبة لي ن ماذا عنك ياسوزان ؟
أومأت برأسها من غير أن تتوقف عن الابتسام لمارك :- طبعاً أنت لا ترغب فيها وأذكر أنك كنت تكن المشاعر نفسها لأروسولا0
أجاب مارك بالموافقة 00رغم أنه علم بأن كلامها لم ينته بعد0
- إنما كنت تدعو أورسولا باسمها0
شعر مارك بسحابة ثقيلة تمر أمام عينيه إلا أنه صرخ :- لا !
ثم عض على شفته وهو يحاول أن يقنعهما بفكرة لم يكن مقتنع بها :- إني لا
أشعر بأي انجذاب نحو ميمي 0إن الفكرة مجنونة بل مثيرة للضحك 0فعلى المرأة
التي تكون جديرة بحبي أن تكون متزنة ن 00وهي في اتزانها تشبه القنبلة
الموقوتة 0
- قنبلة إذاً ؟
وجه مارك نظرة قلقة نحو الباب الذي يؤدي للحجرة المجاورة ، فاعتراه الغضب
حين رأى ميمي على عتبته 0فجأة بدا له أن الأصوات قد خفتت ، حتى النسيم قد
توقف عن الهبوب 0كان على وجهها تعبير مهلك 00وبعد دقيقة من التوتر أشاحت
بوجهها واتجهت لمائدة الطعام قائلة :- لقد نسي جورج نظارته 0
وبعد أن التقطتها سارت حتى توقفت أمام مارك وسددت له نظرة مميتة :-
لمعلوماتك يادكتور لن لن أقبل برجل ثقيل نكد مثلك وإن قدموك لي على طبق من
فضة 0
ثم التفتت نحو سوزان وجايك وتابعت بصوت جاهدت لضبطه :- شكراً على العشاء 000كان رائعاً0
رمقت مارك بنظرة سريعة :- في أغلب الأحيان 0
حين ذهبت ارتفعت ضحكة مارك تدريجياً حتى خرقت الصمت المخيم0
صرخ مارك :- ما المضحك ظ
أجاب جايك :- يبدو أننا وجدنا المغناطيس الجاذب ، بعبارة أخرى ميمي ومارك ، أم أقول الفاتنة والشرس ؟
- يا لظرفك ! ربما من الأفضل أن تنتقل بمسرحيتك إلى فيغاس 0 وألان 0
- مهما كان ما اقترفته بحقها ، فقد نفذته بدهاء لاذع 0 إنها تستشيط منك غضباً بكل ما في الكلمة من معنى 0
ستكون هذه الأسابيع الثلاثة ممتعة 0
زمجر مارك :- نعم ، تماماً كالمرض 0
توجه نحو الحديقة وقال لجايك :- إن لم يكن ذلك يثقل على برنامج الآنسة باتيست الاجتماعي ، قل لها أن عليه أن تستيقظ عند الخامسة 0

كان اليوم الأول الذي تمضية كمساعدة في عيادة مارك متعباً ، فقد وفد
للعيادة العديد من المرضى 00لكنها صارت تعرف أن هذه الكتلة البحرية تسمى
جزيرة ميريت وسمعت المرضى يتكلمون عن منجم للزمرد على الجزيرة 0يبدو أن
مارك ميريت يملك ثروة هائلة00لم تكن ميمي قد التقت ملياردير في حياتها لذلك
00وجدت نفسها تتسأل لم يكلف نفسه عناء العمل ؟ لاسيما بهذه الوتيرة
القاسية والمجهدة !!

في نهاية النهار كان التعب قد بلغ منها مبلغاً عظيماً ولكن كان عليها إعداد
العشاء 00 كان مارك قد استحم وغير ملابسه 00وجدته منهمك في تقطيع الخضار
تجاهلته قدر الإمكان 00وكان يلقي عليها الأوامر طيلة الوقت 0
لم تعمل في حياتها بهذا الجهد 00لقد استيقظا في الصباح وبعد فطور سريع
توافد عليهم المرضى 00ومنذ ذلك الحين لم تتوقف للراحة أو لتناول الطعام
00وظلت كذلك حتى غادر آخر مريض العيادة 0 لم يبدو عليه التعب مثلها !! كيف
يتعب وهو يلعب دور الطبيب الشافي ستة أيام في الأسبوع ؟
كان ناجحاً في عمله فطول النهار واظب على توزيع ابتسامته على كا لمرضى
0000ماعداها والكل يحبه حتى موظفي الجزيرة وزملائه في الجزر المجاورة0
كانت قد اكتفت بمناداته بـ الطبيب ميريت بلباقة منذ 12ساعة خلت0
- اسمع يادكتور000ماذا كان تشخيصك للمرأة الأخيرة التي جاءت في هذا العصر ؟
- أي امرأة ؟
لم تزر العيادة إلا ثلاث نساء اليوم قالت :- تلك التي كانت ترتدي سترة
صفراء وتنوره جلدية سوداء0لاشك أنك تذكرها000تلك التي اشتكت ألما في
الحنجرة0
تمتم :- تقصدين مادلين0
صرت على أسنانها وقد سمعته يستخدم اسمها الأول :- أي كان اسمها 0ما كان تشخيصك لحالتها ؟
- ألا يعتبر ذلك سر من أسرار المهنة بين الطبيب ومريضته؟
- كل مافي الأمر أنني لم أجد مايستوجب انتقالها بالزورق ، كي تفحص حنجرتها 0
حافظ على صمته فتابعت :- ترى ما هي القاعدة التي يتبعها الطبيب مع مريضته في المواعدة ؟
رد بغضب :- أتلمحين أنني افتقر للاحتراف خلال ممارستي لمهنتي ؟
- لا داعي لسرعة الغضب هذه يادكتور 0فما تفعله خلف ستار مهنتك يعنيك وحدك
0كل مافي الأمر أنني أحسست أنها لاتعاني تشنجاً في الفك بقد ما تعاني حرارة
في الجسد0
التفت إليها فجأة بطريقة ارتعدت لها فرائصها وهتف والشرر يتطاير من عينيه
:- ما رأيك لو نتكلم في الموضوع بصراحة 0فنعالج المسألة قبل أن ننساها
برمتها0؟
أومأت بقلق ترى ماذا سيقول ؟ أسيخبرها بأنه يقيم علاقة مع مادلين ؟ أم يقول
بأنه لاشأن لها بمن يغازل ؟ تمنت لو لم يدفعها فضولها لهذا السؤال السخيف0
غير أنه فاجأها إذ غير الموضوع :- أظنك تدركين الآن أنني لم أتهور بسببك كما أنني لا أغازل مريضاتي 0
أحست بأنه يجاهد ليمنع نفسه من الصراخ بعد سؤالها البذيء00حين التقت عيناهما بدا أنه استرجع هدوءه ، إنما ظلت الكآبة نفسها على وجهه0
- ليس من عاداتي أن أقدم على ذلك 0
رمت الشوكة بعنف وغضب :- لاتقلق يادكتور لقد نسيت حادثة الغابة منذ وقعت 00ماذا ستفعل ؟
نظر للأرض :- علينا أن نحاول أن تتفق على ما اعتقد0
همهمت بازدراء من غير أن تلتفت إليه 00لقد زرع فيها مارك القلق والاضطراب
0إنها تعرف تمام المعرفة أنها تعرف تمام المعرفة أنها لم تنس ذاك الموقف0
رباه كم تكره نفسها لأنها احتفظت بهذه الذكرى الغبية في قلبها0
- قصدت أن اسأل ماذا تريدني أن اعد للعشاء يادكتور ؟ يكاد الدجاج ينضج 0
- إني أجهل آداب العشاء في الأدغال ، لكن حضارتنا المحلية ترتب علينا أن
نرتب المائدة ، وتتلخص هذه العملية في وضع أدوات معدنية ، تسمى 000
قاطعته وهي تتجه نحو خزانة الأطباق ك- يالذكاءك الخارق! إن موهبتك ضائعة في
الطب 0إذا ذهبت إلى لاس فيغاس ، فإن مواهبك ستؤمن لك ملا يسعني تخيله!!
أمسكت بطبقين وأضافت :- أتريد القهوة ؟
- ماذا ؟
تمتم وهو يهز رأسه :- انسي الأمر0
وضعت الأطباق مكانها محدثة ضجة كبيرة 0استدارت ووجدت أنها تقابل مارك وجه
لوجه 0لم يكن يفصل بينهما إلا انشات قليلة0تراجعت خطوة للوراء بدافع غريزي
00وبادلها بالمثل0ثم بقيا يحدقان يبعضهما والتوتر يزداد شيء فشيء0أخيراً
أشار مارك للخزانة وقال :- سأحضر كوبي قهوة 0
اجتاحها شعور بالانتصار لما سمعت صوته يتشنج ، وارتسمت على وجهها ابتسامة 0
فتحت درج وهي تحاول أن تصرف النظر عن الموضوع ، ولم تدرك أنها تعد مائدة لأثني عشر شخصاً إلا بعد فوات الأةان0
كادا يصطدمان يبعضهما مجدداً وهي تعيد بقية الأطباق للخزانة 0 غير أنها حافظت على هدوئها وأشارت للطاولة :- تفضل
-راحت ترتب الأدوات الفضية وهو يضع الكوبين بجانب الأطباق :- كيف جرت مباراة الشطرنج مع أبي ليلة أمس؟
- لقد ربح لكنني سأنتقم هذه الليلة ن فأنا لم العب منذ وقت طويل0
استدارت فسألها :- الليلة ؟
- أتواجه مشكلة أن لعبت الشطرنج مع والدك هذه الليلة ؟
دس يديه في جيبي الجينز وقال :- أنت من سيخسر ساعات نوم لذيذة0
سكت ثم أضاف :- لا شك أنك تحبين الشطرنج ؟
- نعم ولم لا ؟
هز رأسه بلا مبالاة :- مامن سبب معين 0
ظل نظره يجول على غير هدى حتى استقر أخيراً على المائدة0
- قلت أنك لم تمارسي اللعبة منذ فترة طويلة ، أليس كذلك ؟
علقت الكلمات في حنجرتها ثم همست :- منذ توفي 00والدي 0
لم ينبس ببنت شفة 0 ومرت دقائق اكتفى فيها من الوقوف أمام القدر وأخيرا قال:- إن كنت لا تمانعين سؤالي 000كيف توفي والداك ؟
رغم أنها أثارت الموضوع بنفسها إلا أن السؤال وقع عليها وقوع الصاعقة 0كانت ذكرى ذلك النهار الرهيب لا تزال حية في ذهنها 0
- في فيضان0
أسندت مرفقيها للطاولة وأراحت رأسها بين يديها وبعد تنهيدة طويلة أضافت :-
- كنا نعبر نهراً في كينيا ، ولم نعرف أن النهر فاض في الجبال0 وإذا بسيل يجرفنا من الأعلى0 كنت الأقرب للساحل فنجوت0
سرقت منها الصدمة القدرة على الكلام 00وبعد أن أخذت نفساً عميقاً واصلت :- كانا 000
لكن سرعان ما توقفت عن الكلام ، وابتلعت ريقها عدة مرات فمي محاولة لتستعيد رباطة جأشها 0
- كان هذا قبل عشر سنوات 0
سألها برقة :- كم كان عمرك ؟
- سبع عشرة سنة 0
ساد السكون لبرهة طويلة , أخيراً تمتم :- أنا آسف0
أحست بالرأفة في صوته فتمتمت بدورها : شكراً! إني آسفة أيضاً0
لبث واقف بجسده الطويل ، ترى لم خيل لها أن سبب عبوسه ليس استياء بقدر ما هو صراع داخلي يتحكم به ؟
لم يكن أمامها إلا أن تعد دقات الساعة لئلا تصرخ كالمجنونة 0 وراحت تعض على شفتيها وتصر على أسنانها وكأنها حيوان بري جريح 0
لماذا يستطيع هذا الرجل أن يدفعها للجنون ؟ ويثير فيها الاضطراب ؟ بل الخوف الشديد0هذا مالا تملك له جواباً0
بعد صمت طويل تكلم وإمارات الجد بادية على وجهه :- اسمعي يا آنسة باتيست،
لقد غيرت رأيي 0 سأدفع ثمن الضرر الذي لحق بزورق صديقك 0كما سأدفع مصاريف
رحلتك أياً كانت وجهتها 0
ثم استقام ، وأرجع يديه إلى جيبيه قبل أن يضيف أخيراً :- يمكنك أن ترحلي في الغد0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MathS
عضو ذهبى
MathS


الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 1628
تاريخ التسجيل : 17/01/2012

 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل     ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 3:44 pm

6/ المتهورة الفاتنة0








وقع الخبر على ميمي وقوع الصاعقة ، فعجزت عن الكلام ، بل عجزت عن تقبل
الفكرة نفسها 0 استقامت في جلستها ، وحدقت فيه قائلة :- أتريد000أتريد مني
أن أرحل 0000في الغد ؟
أومأ برأسه ببطء 0
اجتاح معدتها شعور حارق غريب أهو الغضب أم الاضطراب ؟0
- لماذا ؟ ألم أؤد عملي بشكم مرض اليوم ؟ هل وظفت مساعدة جديدة ؟
أشاح بنظره عنها :- بل كان عملك جيداً 0لكني أعتقد من الأفضل أن ترحلي 0هذا كل ما في الأمر0
تعجبت مابالها مكفهرة بدل أن تقفز فرحاً بالمناسبة ؟ألم تتمنى أن يحررها من هذا السجن ومن عينيه المثيرتين ؟
لم تشعر وكأنها مستأجرة ساخطة طردت من شقتها للتو؟ رمقته وهي تتمتم :- لقد عملت كجمل اليوم يادكتور 0
بادلها النظر لكنه التزم الصمت0
- لا يمكنك أن تتحمل عبء كل هذا العمل بمفردك طيلة ثلاثة أسابيع ، وأنت تعرف ذلك ؟
ماذا تفعل ؟ كيف تحاول إقناعه بإبقائها ؟
صرخت بغضب :- اسمع يادكتور ، أدرك أننا ضايقنا بعض كثيراً ، وافترض أنك
تملك المال لإصلاح الاضرار0لكنك أهنتني وتستمر في إهانتي إن كنت تعتقد أني
سأقبل إحسانك بصدر رحب وأديرظهري0
خطت نحوه ببطء ثم وجهت نحو صدره لكمة خفيفة :- أنا لا اضرب الرجال ، لكن
اعتبر أني صفعت وجهك 0إنني أدافع عن طريقتي وإياك أن تنسى ذلك 0
تكلم بنبرة محذرة :- آنسة باتيست تابعي عرضك هذا 0وستلعبين الشطرنج واقفة على قدميك 0
كانت عيناه تومضان بمعنى خفي ، فغرت فاها ، وارتدت للوراء0
تلعثمت :-أنا 000إن النساء يقاومن الاعتداء الجسدي في هذه الأيام يادكتور 0
جاهدت لتتغافل عن خفقان قلبها 0
- لعلمك يا آنسة 000
سكت 00وأطبقت على أنفاسها حتى أحست بأوردتها تتمزق ازداد منها اقترابا وهمس :- كذلك هي حال الرجال0
ابتعدت عنه بسرعة وعندما التفتت كان قد اختفى عن ناظريها0
كان الأسبوع الأول الذي قضته كمساعدة للدكتور ميريت متعباًللغاية0وهي تملك الآن سبب حب هذا الطبيب لمرضاه، وبقائه في هذه الجزيرة0
مشت بتثاقل نحو موضع منعزل خلف الكوخ تطل عليه من نافذتها 00وكم من مرة
فكرت في أن تسبح فيه لكنها الآن متعبة والمياه باردة 00عموماً هي تحتاج
للبرودة0
مدت منشفتها على الرمل 0ثم خلعت خفيها ثم خاضت غمار الأمواج وغاصت بقوة في
المياة0وراحت تسبح فرحة ً0أخذت تطلق صيحات الفرح0حتى أحست بتوترها يذهب
أدراج الرياح0
كانت ميمي تأمل أن تنفرد بنفسها لبعض الوقت ، بعيداً عن مارك 0
تناهى إليها نباح فوفو من الشاطئ0 فتقدمت إليها لكن ما إن لامست قدماها
الرمل حتى كبحت جماح غضبها ، وأزاحت الشعر عن وجهها وكشرت في وجه الكلبة :-
قلت لك ألا00
سرعان ما ماتت كلماتها عندما أدركت بأن فوفو ليست وحدها 00لحسن الحظ كانت المياه تغمرها ولا يبدوا إلا وجهها المغطى بشعرها 00
أخيراً أرتدت قناع الثقة الكاذبة ولوحت من بعيد :- جيد ،أنت هنا 0
كان مارك بعيد عنها وضوء القمر خافت فلم تتبين معالم وجهه جيداً0لكن وقفته لم تكن عادية :- أنت سعيدة بمجيئي إذاً
-بالطبع فقد أمرت فوفو بالعودة ولكنها ترفض إطاعتي0
- أنها تشبه شخص أعرفه0
- كم أنت ظريف يادكتور0
شعرت بالمهانة00وأضافت :- خذ كلبتك وغادر المكان أريد أن أكون وحدي 0
لم يغادر بل هتف :- بشأن رغبتك في الانفراد00أخشى أنني أحمل لك أخبار سيئة0
عبست :- أرجو ألا تقصد أنك تنوي البقاء في الجوار؟
عرفت حين استدار أنه ينظر لمنشفتها وثيابها 0
صرخت :- أي عذر تستخدمه لملازمة المكان؟
مرر يده على فكه ونمت حركته أما عن إحباط أو تسلية0
صاحت :- آمل أنك لاتجد الأمر مضحكا ؟
- غير مضحك البتة !!
- ماذا إذاً ؟
أشارت للكوخ :- اذهب بعيداً0
انحنى ليداعب فوفو :- حسناً لكنني سأشعر بالذنب إذا لم أخبرك بأمر واحد أولا 0
نادت بغضب :- حسناً هيا ، افرغ مكنونات صدرك يادكتور 0لا أريدك أن تشعر بالذنب اخبرني وارحل0
رأته يخرج شيء من جيبه 00ولما أبصرت نوراً يومض ثم يخفت ، أدركت أنه مشعل
كهربائي 0سرت الرجفة في أوصالها بسبب المياه الجليدية فصرخت :- أ000أسرع
000أني 000أتجمد برداً0
غير أنه لم يجب وظل يوجه المشعل نحو الأشجار 0وحين أطفأ النور ، أبصرت جسما معدنياً يرسل إشارات ضوئية من خلال الأغصان0
- أترين ذلك ؟
-ن0000نعم ، ما قصدك ؟
شعرت بمزيج من الحيرة والقلق ، وإذ بموجة تغمرها 0هاهي المياه التي منحتها منذ برهة حياة جديدة قد باتت الآن باردة لحد الإزعاج0
سلط الضوء على موقع مرتفع لم تره ميمي من قبل وكرر سؤاله :- أترين هذا ؟
راحت ترتجف من البرد 00ولكنها تمكنت من الصراخ :- وماذا في ذلك ؟
استقام وأجاب :- ابتسمي إذاً ياآنسة !!ففي هذا الموقع كاميرات مراقبة 0أيهمك أن تعرفي ماذا تصور هذه الآلات في الوقت الحالي ؟
سار للكوخ بخطى متثاقلة بعد أن أضاف :- استمتعي بوقتك 0
مرت ثوان قبل أن تستوعب كلامه 0ماذا يقول ؟ كاميرات ؟ تصوير ؟ابتسمي ؟0
كادت أن تنفجر من وقع الإهانة 00كيف يجرؤ على أن لا ينبهها من كاميرات التصوير ؟
حدقت فيه وهو يمضي وكأن شيء لم يكن ثم هتفت :- لن تتركني هنا ، أليس كذلك ؟
أختلس النظر إليها :- ظننت أن هذا مرادك 0
انحنت بتذلل قبل أن تغمرها موجة وتخل بتوازنها 00أطلقت شتيمة قبل أن تصيح :- يمكنك على الأقل أن ترمي لي بالمنشفة 0
واجهها ك- حتى لو خضت الماء ورميتها لك , فلن تصل إليك 0أبداً0
- إني أتجمد من البرد 0ألا يمكنك الاقتراب من الماء أكثر ؟
لكنه سار متمهلا وهو يعود للشاطئ :- وهل أعرض سترتي للبلل؟
صرخت :- حسناً ! لانفعل! لكن ، إن أجبرتني على السير للبيت بثوب السباحة ، فلن أوجه لك الكلام مجدداً !!
كتف يديه :- عرضك مغر جداً يا آنسة0
توقف عن الكلام متململا 0ثم هز رأسه ليفك شريط حذائه :- إياك أن تعتقدي أني أقوم بذلك خوفاً من عدم التحدث إليك بعد اليوم 0
- لن تخطر هذه الفكرة في راسي مطلقاً0
ما إن خلع جوربيه حتى اندفع نحو الماء فاستوقفته قائلة :- مهلاً وماذا عن المنشفة ؟
- ستحتاجين إليها ما أن تبلغي الشاطئ0
- لكن 000لكن ماذا000
تذمر :- اخرسي بآنسة باتيست 00إني أنقذك 00فاقبلي عرضي أو ارفضيه0
لزمت مكانها وقد جمد البرد أطرافها وراحت تلوم نفسها على قرار آخر من قراراتها المتسرعة 0
حين دنا منها حدقت فيه بحذر وسألته :- ماذا000ستفعل ؟
- كما قلت لك تماماً0
بدا يخلع قميصه ، ثم أضاف وهو يرى الإجفال مرسوم على وجهها :- البسي هذا!
أمسكت القميص وتركته ينسدل فوق رأسها ، ثم جاهدت لتدخل ذراعيها في الكمين،
فيما الأمواج حولها تتلاطم وجسمها يرتعش0 حين نجحت أخيراً كانت قواها قد
خارت تماماً ، والنسيج قد تشرب الماء 00
_ أيمكنك أن تقفي ؟
- ط00طبعاً0
لكنها انهارت وغاصت تحت الماء 0
وبخها :- كان ذلك ممتعاً للغاية0لكن الأسلوب الذي تعتمدينه للعودة للشاطئ قد يستغرق وقتاً طويلاً0
كانت تسعل بقوة وتتنفس بجهد وأغضبتها سخريته 00
فيما هي تعود للشاطئ غمرتها المياه وأخذ جسدها يرتجف وأسنانها تصطك تلعثمت :- شكـ000شكراً يادكتور000كان هذا غـباء مني000
ظل صامتاً ،لكنها أحست به يصر أسنانه0
- أهذه دولة عسكرية يصر الرئيس على مراقبة كل شبر منها ؟
- بل تقتصر المراقبة على الشاطئ، وذلك لاكتشاف الزوار الغير شرعيين ، قبل أن ينتشروا على الساحل للتنقيب على الأحجار الكريمة0
بدا كلامه منطقيا 00كيف لم تتسأل عن وسائل الأمن في إمبراطوريتهم ؟ فهذه جزيرة زمرد00وهي لا تقدر بثمن !

وما لبثت أن شتمت نفسها لتسرعها مرة أخرى ولعدم تفكيرها 0

ولما خطت خارج المحيط ، راحت تمشي حتى تجاوزت كومة الثياب0
- ماذا عن الـ000المنشفة0
-أيمكنك أن تقفي بمفردك إن عدت لإحضارها ؟
- ليس بعد0
- ينبغي أن تصلي للبيت أولا0
- كيف وجدتني؟
لم تعد تشعر كأنها جبل جليدي فالحرارة التي يبعثها فيها هذا الرجل00
فجأة صرخت في نفسها محذرة :-لا ياميمي ، لن نخوض في هذا السجال مجددا0
- استعنت بنباح فوفو!
قالت وهي تشعر بالخزي:- إني محرجة للغاية ، هل تعتقد أن أحدهم رآني ؟
كانت ضحكته عميقة وساخرة 00رغم ذلك استقبلتها بسرور 0
- لا يتلقى قسم المراقبة راتبه كي ينقطع عن العمل لفترة طويلة 0
تمتمت بأنين :- لاشك أنهم اجتمعوا لحضور المشهد ، حاملين معهم الفشار وهم يقهقهون بلا توقف00قد أضطر لقتل نفسي0
- من جانب آخر , إنهم يتلقون رواتبهم كي يحافظوا على السرية 0إن كنت قلقة من أن تبث مواقع الانترنت شريط مغامرتك البحرية، فلا عليك!
رفعت عينيها تحق فيه بهلع ك- أهي مسجلة ؟
ازدادت ملامحه ارتباكاً لما بادلها النظرات :- استنتج أنك غير ملمة بالأجهزة الأمنية0
في هذه اللحظة لم يكن مارك وحده من يتقد بالحرارة 0في الواقع شعرت بخجل شديد ، تنهدت بعمق ومدت يدها لشعرها المبلل0
- سأقتل نفسي بكل تأكيد0
بعد قليل أشار للكوخ قائلا:- قبل كل شيء ، هلا فتحت الباب ؟
باضطراب أدرت مقبض الباب ، حتى شعرت بحرارة الغرفة على جسمها المرتجف0
تركها وحيدة فأجفلت ، واشتد ذهولها لما راح يتابع السير بخطى واسعة0
- إلى أين تذهب ؟
- إلى الحمام 0أنت بحاجة إلى الدفء0

أحست بوخزه من الخوف فسارعت تقول :- ولكني أشعر بالدفء0

فتح باب الحمام وفتح الماء على المغطس ، ولم يمر وقت قليل حتى استقام ومرر
يده في شعره ، بحركة تنم عن توتر عضلات صدره وذراعه ، سألها بصوت تشوبه
الخشونة :- أيمكنك تولي الأمر من هنا ؟
على أي حال من يلومه إن كان عصبياً ؟ فقد كان الماء يقطر منه 00ولن تندهش ميمي إن انهار على الأرض بعد العناء الذي تكبده في انقاذها0
فجأة ، حانت منها التفافة وقد اتخذت قرارها 0كانت يداها تشدان القميص
الفضفاض إلى الأسفل0غير أنها أرخت قبضتها بغتة ، وأومأت للطبيب بإصبع منها
:- اقترب لحظة يادكتور0
أخفض حاجبيه ثم رفعهما ثانية في تعجب ملحوظ :- ما المشكلة ؟
أومأت بإصبعها مجدداً وتوسلت :- أرجوك !!
أقترب والشك يرتسم في عينيه :- ماذا تريدين الآن ؟
صمتت لحظة ، ثم همست :- شكراً0
وانسحبت بسرعة 0لم تبال إن كانت هذه الخطوة هي أحدى بنات أفكارها المتهورة0فقد كان شهما ودوداً معها ، ولم تستطع أن تكبح جماح نفسها0
وما لبثت أن أردفت :- أعلم أننا لا نتفق كثيراً ، لكنني أقدر ما فعلته من أجلي الليلة 0
ولم تكن ميمي تملك أدنى فكرة عما توقعه ، ولكن بدا واضحاً أنه لم يتوقع ما سمعه ، بقي صامتاً وهو يرمقها ، بوجه ساحر حتى في ذهوله0



وضع مارك المولود الجديد بين ذراعي ميمي0



وارتسم على وجه مساعدته المعارضة أبداً ، تعبير جديد00لم يلحظه عليها من
قبل 0كانت ملامحها رقيقة وقد ترقرقت الدموع في عينيها 0بدا أن في زاوية من
زوايا هذه البوهيمية شرارة أمومة0
حاول مارك أن يبعد نظره عن وجه ميمي ، ولكنه لم يستطع، بدت وكأنها تماثل مراهقة0
كان مارك قد تلقى اتصال رايف عند الواحدة يوم الأحد0ولم يكن النوم قد وجد
إلي سبيلا، لاسيما أنه عجز عن طرد مغامرة المساء من ذهنه0بدت مهمة الإنقاذ
تلك أسوأ أربع ساعات مرت علي في حياته0فلهذه المرأة قدرة عجيبة تقضي على
رباطة جأشه، وتضاعف من توتره وتسهره الليالي00
في العادة قلما يفرح بالاتصالات الطارئة في منتصف الليل 0لكن حين رن الهاتف أمسكه وكأنه حبل النجاة ينتشله من نار مستعرة0
بعد أن انهي مارك وميمي عملهما عادا للجزيرة0كان ستار الليل يخيم على
المحيط 00والسماء مرصعة بالنجوم 00جلست ميمي بسكون إلى جانبه، وهي تحدق عبر
النافذة المقابلة ، ود لو يعرف الأفكار التي تشغل بالها !! وفي حركة
جنونية ، استدار ليواجهها :- ما رأيك في الولادة الأولى التي ساعدت فيها ؟
لما التفتت إليه فوجئ بالدمع يترقرق في عينيها0أخذت نفساً وطرفت بعينيها حتى محت العبرات0
تمتمت بهدوء لا أثر فيه لتبجحها المعتاد :- كانت تجربة فريدة من نوعها يا دكتور 0
ابتسمت بضعف وهزت رأسها هامسة :- ميمي لغيت000هذه الفتاة الصغيرة ستشق مصاعب الحياة ، وتنعم بأفراحها ، وهي تحمل اسمي أنا!!
راح مارك ينظر إليها وهو يفكر في كلامها0لاحظ أن شفتها السفلى ترتعش 00حول
انتباهه إلى عينيها ، فأذهله بحر المشاعر العنيف المتلاطم فيهما00التجربة
اخفت المتسكعة الثرثارة ، لتحل محلها حساسة فاتنة في تأثيرها 0وجهت إليه
نظرة ساحرة واحدة مسته في الصميم00
أدرك إنها تشعر بالامتياز والتفاهة في آن واحد فابتسم وقال
:- ستكون ميمي لغيت 00امرأة مميزة إذا امتلكت نصف شجاعتك فقط0
رغم أنه تفاجأ حين أفصح عن مكنونات صدره ، غير أنه لم يأسف0قفد قدمت له
ميمي بهدوئها وسيطرتها على أعصابها ،عونا كبيراً وتستحق منه تشجيعاً0
لدى سماعها مديحه 0اتسعت عيناها المتلألئتين فجأة0
بدأت دمعة ترتعش على أهدابها ، وشقت طريقها أخيراً على خدها 0
في تلك اللحظة بالذات ، سيطرت على مارك رغبة مجنونة في غزالة المسافات بينهما ، حتى يشعر بدمعتها الندية0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MathS
عضو ذهبى
MathS


الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 1628
تاريخ التسجيل : 17/01/2012

 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل     ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 3:48 pm

7/ حديث المساء









لم تغمض ميمي جفنيها طيلة الليل ، رغم ذلك لم تكن تبغي
أن تلازم الكوخ طيلة النهار0لكن عندما شاهدته منكباً على خزانة الملفات لم
تستطع إلا أن تعرض عليه المساعدة00
اعلمها أنه ينهي أعمال سريعة وأنه يوم عطلتها 0بعدئذ أشار للباب وعاد يصب اهتمامه على الملفات ، خاتما بذلك حديثهما0
وافقها سلوكه تماما ، فمساء أمس طالعها في عيبيه سحر غامض ، بل عذاب جعلها تتقلب على فراشها طيلة الليل0
لا لن تدعي الدكتور يغرز سهامه في قلبك بملامحه الريفية البريئة ! إن هذا
الرجل لا يستريح خوفاً من أن يحتاجه مريض ! إنه لا يناسبك ياميمي فانسي
أمره0
إن آخر ماتريده هو أن تستسلم لمشاعرها وضعفها 00ل1ا فمن الواجب عليها أن
تحافظ على سلامة عقلها وتبتعد عنه قدر الإمكان، فهو قادر على دفعها للتصرف
بغباء وتفاهة0
ظلت ميمي تحاول أ، تطرد مارك من ذهنها 00فقد شغل أفكارها فيما هي جالسة مع
كايل0 كان جايك وسوزان يرغبان بقضاء العصر في بورتلاند فسارعت ميمي لعرض
خدماتها 0
وعند المساء ن دعتها سوزان لتناول العشاء معهم فوافقت0كانت تعلم أن مارك قد
واظب على رفض دعواتهم للعشاء يوم الأحد 00فإذا حالفها الحط وبقي مسمراً
إلى كرسيه وسط كومة الملفات ، ستتمكن من تجنبه طيلة المساء0
لقد اكتشفت أن كلاً منهما يكن للآخر شعور قل مثيله و فمن الصعب أن يذوق المرء حلاوته لبرهة ثم ينساه0
فإن تجلى هذا الشعور !! فكيف لكل منهما أن يمضي في حياته من دون أن يتذكر الماضي بمزيج من الألم والندم ؟
في يوم من الأيام ستنسى هذه المشاعر وسينير حياتها الرجل المناسب ، كما
وجدت أمها أبيها وسيجوبان العالم معا ويعيشان مغامرات مثيرة000
كل هذا حلم يستحق أن تسهر لأجله ليالوتنتظر أيام 0
لاح لها الكوخ من بعيد ، فاستدارت وهمها أن تبتعد عن مارك وعن ملفات عمله قدر الإمكان!!
وجدت نفسها في منطقة لم يقع عليها نظرها من قبل ، سارت بتمهل يدفعها الفضول
وهي تتأمل الأرض بتمعن 0حين وصلت حافة حفرة حدقت فيها ووضعت يديها على
خصرها ، وهتفت :- إذاً ،هذا هو منجم الزمرد العظيم في جزيرة ميريت 1 برأيي ،
ليس إلا فجوة كبيرة 0
- على الأقل نحن نتفق على أمر واحد ياآنسة باتيست 0
اعتراها إجفال شديد ، لم تعرف ما إذا سيغمى عليها أم تصاب بنوبة قلبية ؟ استدارت ناحية الصوت ، ويدها على قلبها
:- لقد أخفتني بشدة يادكتور ، حتى كاد كبدي يتفتت!
رمقها بنظرة متفحصة بعد أن ظهر من بين الأشجار وأشار إلى يدها التي فوق قلبها وقال :- بصفتي طبيب ياآنسة ، أؤكد لك أن هذا ليس كبدك 0
حدقت فيه قبل أن تجيب :- لماذا كنت متواريا خلف الأشجار ؟
اسند ظهره لشجرة ضخمة وقال :- كنت أراقب0
أصيبت بالإجفال فقد توقعت طل شيء إلا هذا :- تراقب ؟ ماذا ، أو من ، كنت تراقب على وجه التحديد ؟
أومأ برأسه بعيداً :- الطائر الطنان0
اختلست النظر للجهة التي أشار إليها ، وتفاجأت فعلا بالطائر الطنان يطير بين الأزهار البرية 00
هتفت :- وكنت من الاستغراق في مراقبة الطائر ، حتى أنك لم تلحظ وجودي ؟
- بل لاحظتك 00لكنني جئت هنا طلباً00
استعاد قناع الامبالاة وأضاف :-000للعزلة0
ثم ابتعد عن الشجرة :- إذاً ، أنت تظنين المنجم مجرد فجوة كبيرة ؟
لما غير الموضوع فجأة ؟ تباً لهذا الطبيب وأساليبه المشوشة!
- في 000في الواقع ليس منظراً يسر العين 0
ما إن أقرت بذلك 00حتى تمنت لو تفوهت بجواب أكثر ذكاء من هذا الهراء0
تقدم نحوها بضع خطوات فبلعت ريقها وحاولت أن تحافظ على توازنها 0 أكان عليه
أن يبدو بهذه الوسامة ؟لا ن أنه مجرد رجل 00رجل يرتدي سروالا من الجينز
وسترة بلون الصوف الطبيعي ، وينتعل حذاء ً رياضياً 00كالف رجل غيره 00أما
شعرة الأبنوسي الأسود فهو مجرد شعراً ، والخصلة المتدلية على جبينه مجرد
خصلة 0لا هي مسبوكة بالذهب ولا مغزولة بالحرير !!
وهل هاتين العينين الامعتان غير عينين فحسب ؟ لا شك أن في العالم ملايين
العيون مثلها ! فما بالها إذاً ؟ وسرت في جسمها قشعريرة سمرتها مكانها0
حين أصبح على بعد خطوتين منها وقف وركع عند قدميها والتقط حجرة صغيرة 0وحين
استقام أخيراً عرض ما بيده قائلاً :- هذه زمردة / أو أنها ستكون كذلك ما
إن تصقل 0
حين رفعت يديها غريزياً ، ترك الحصاة تسقط في كفها 0تأملتها حتى تبينت النور الأخضر المتلالي فيها 00تمتمت برقة :- رائع0
وما لبثت أن التفتت وتابعت :- إن حدث وفشلت كطبيب بإمكانك العمل بمنجم الزمرد!
ضحك بخفوت وقال :- شكراً ، سأدرس هذا الاحتمال إذا فشلت حياتي المهنية0
ظلت تقلب الحصاة بين يديها وسألته :- أيمكنني الاحتفاظ بها ؟
ثم رفعت سوارها وأضافت :- إني أجمع بعض التذكارات من مغامراتي 0000
سكتت ثم أضافت :- 000إلا إن كانت نفيسة جداً ، فآخر ما أرمي إليه هو إفلاس الشركة 0
- هز رأسه بتعبير ساخر وأجاب :- تسرفي على رسلك فلا أظن أننا على شفير الافلاس0
- لست متأكدة من ذلك يادكتور ، فمع حياة الترف والرفاهية التي تعيشها في الكوخ لا استطيع أن امنع نفسي من القلق0
هزت رأسها بسخرية وأضافت :- إن استخدامك لهذا العدد الكبير من الخدم ،
وانغماسك في الملذات ، يدفعاني للشك ، واخشي أن ينتهي بك المطاف تحت
جسر0المسألة مسألة وقت ليس إلا 0
حتى تكشيرته كادت تخطف لبها :- يالهذا الانتقاد القاسي !
راعها ما تخلفه جاذبيته فيها من أثر !!

سرعان ما أشاحت بنظرها عنه والرعب يتملكها 0

أرادت أن تثرثر حول أي موضوع تافه لتنفلت منه0
ابتلعت ريقها وهي تقاوم لتتجاهله و جاذبيته0
وقد عقدت الفرصة على الهرب في أقرب فرصة ممكنة راحت تثرثر وتثرثر للتخلص من تأثيره عليها 0صرخ بها :- تباً ، ميمي ! ميمي اصمتي!
لما اكتشفت أنه قريب منها قرب شديد سألته بحدة :- ماذا ؟
كيف أقترب منها ؟ وهي ما انفكت تبتعد عنه !!
عادت لتسأله بصوت هامس :- ماذا ؟
كان الاضطراب يكتنف ملامحه 00زمجر :- أعفيني من هذه التفصيلات المطبخية 000لا أريد إلا شيء واحد ، وأريده في الحال !!
كانت تفضل ألا تعرف ماذا يريد000
اخترقتها نظراته حتى عرفت أنها تطلب منها ما لن تمنحه بسهولة0
- ماذا ستمنحينني كتذكار على زيارتك ؟
رغم أنه طرح السؤال بهدوء بالغ ،إلا أن تغييراً ما طرأ على وجهه0
وسرعان مافهمت أنه لم يسألها إلا كارهاً0كانت تحس بالصراع داخلة 00وأن رغبته في التورط مع غجرية طائشة تماثل رغبته في التهام حشرة!!
كما لاحظت بحر الانفعالات المتناقضة الذي يغرقه ، لأنها سبق وغرقت فيه0
أقسمت ميمي ، على ألا تسمح لنفسها بالانجراف ستتحكم بتصرفاتها ، وتكون مسئولة عنها مسؤولية تامة0
وأخيراً تمالكت أعصابها وقررت ألا تعير طلبه أي اهتمام0
ولمزيد من الاهتمام ، ابتسمت ابتسامة وقحة ، ثم قالت بهدوء ظاهري :- حسناً دكتور ، ماذا تريد لئلا تنساني ؟
أطلقت حنجرة مارك صوت مخنوق ، وإذا بجيشان من المشاعر يسري في شرايينها كالنار الهشيم0
وما هي إلا ثوان حتى همس ك- لاترحلي يا ميمي0 أبقي معي0
أثار كلامه فيها عذاباً لا يوصف 00
إن الالتماس في صوته 00لا بل الطلب الآمر ، أرسل نوبة ذعر في جسمها 0
ماذا يقول ؟ دار العالم في عينيها 0 واكتسى لون أسود منذراً بالسوء, وأحست أنه رمى بها في فراغ لا نهاية له 0
أيتها المرأة الغبية 00ماذا كنت تتوقعين ؟ ألم تعرفي أن الحال ستؤول لذلك ؟ الم تعرفي لماذا كنت تخشين الاقتراب منه ؟
إن مارك قد اتخذ لنفسه موطناً ، مأوى يلتمس فيه الراحة ، ولا يرغب إلا في
حياة تقليدية ، وزوجة مثالية ، انه يفتقد روح المغامرة ، بل هو إنسان مسمر
في مكانه ! يخفف عبء من حوله ليل نهار ! وكتن تعرفين ذلك تمام المعرفة من
البداية أيتها الغبية !!
استبد بها الغضب لأنها سمحت للضعف أن يتحكم بها00
صرخت :- دعني وشأني 000اذهب لتدرس ملفاتك !
تركها بسرعة 0 ولما تعثرت قدمها سددت له أصبع الاتهام 0
- أنت تعرف طبيعتي يامارك ، وتعرف طموحي ! كنت تعرف ذلك من البداية0
أخذت نفس عميق وتابعت :- إن حياتي مرسومة بالتفصيل 00وحياتك كذلك00أعترف أن
سحراً غريباً فيك ن أوفي يشدني إليك ، أويجذبك إلي 0إنما لاتقع أسير هذا
!!فأنا لست من النوع الذي يحب الحياة المنزليةالآمنة0
دفنت يد مرتجفة في شعرها ولم يعد يسمع إلا خشخشة الحلي في سوارها0أطبق مارك على أسنانه00
حذرته وقد أزعجته نبرة الالتماس في صوتها :- إياك أن تطلب مني البقاء ، ماذا كنت تقول لو طلبت منك الرحيل ؟
ومض الغضب في عينيه وسألها بخشونة ك- وأين عساي أذهب ؟ ولماذا ؟ إن حياتي هنا 0
- هذا ما أعنيه تماما0
ثم ولت مدبرة0صحيح أنها كانت تمشي ببطء وبشق الأنفس ، لكنها رحلت أخيرأ0
ظل مارك مستلقياً مدة طويلة 0حين أدرك ماذا اقترف وأين هو ، كانت الشمس
تشرف على المغيب0هز رأسه وقد راعه تصرفه لقد جاهد على أن يتجنب ميمي 00وحين
فرغ من أعماله ، راح يهيم في الجزيرة على غير هدى 0لماذا كلمها ؟ ولماذا
أعلن عن حضوره ؟ كان ذلك خطأه الأول لماذا طلب منها تذكار ؟هذا خطؤه
الثاني00
أغمض عينيه وأفلتت منه شتيمة 00لقد أرادها أن تبقى بقربه00
لم يتخيل نفسه رجلاً مندفعاً أو متهورأً، لكنه أقدم للتو على طلب يد هذه المرأة !!
_ أنت رجل مريض ! مالك نفسك 0لا يطلب الرجال من النساء الزواج على نحو غير متوقع، لاسيما حين يدركون تفاهة الفكرة !!
- إلى من تتكلم ؟
رفع مارك عينيه فوقع بصره على جايك وهو يتأبط ذراع سوزان 0 كانا ينظران إليه بفضول 0
قال مارك محاولا استعادة رباطة جأشه :- لم أتوقع أن أراكما هنا في مثل هذه الساعة 0
أفلتت سوزان ذراع زوجها واتجهت لمارك :- ماذا جرى لك ؟ أكنت تتقلب في الوحل ؟
حين سمع كلامها أحس بحرارة تجتاح عنقه ، وارتجل جواباً :- لقد وقعت!!
ارتفع صوت جايك بنبرة مريبة :- أحقاً ؟ وعلى من وقعت ؟
سأل ليبدل الموضوع :- ماذا تفعلان هنا الآن ؟ إن الظلام يخيم على المكان0
كشفت إمارات جايك عن تسلية هددت راحة بال مارك 0 وقال :- يبدو أن ميمي وقعت 0000بدورها0
أخذ جايك يراقب أخيه بابتسامة من كشف سراً , وأردف :- من العجيب أن كلاكما أخرف بهذا الشكل !!
منحت سوزان مارك نظرة رقيقة وبعد برهة تمتمت :- عزيزي مارك لم لا تنضم إلينا على مائدة العشاء 0
ابتلع ريقه بصعوبة ثم دس يديه في جيبيه وأجاب بسرعة :- لا أظن ذلك 000على أن أحضر ملفات عمل ما 000
وسرعان ما أجفل 0 صحيح أنه تلفظ بأول فكرة خطرت على باله 000لكنها كانت فكرة سيئة جداً00
التفت جايك لسوزان وما لبث أن أومأ ، وفي عينيه وميض مكر جلي 00
- أقلت ملفات ؟ حسناً ، إن أسرعت ، بإمكانك أن تعد ( ملفها ) فيما هي تستحم 0
أجتاح العبوس وجه مارك ، أحس أنه يخسر شجاعته شيء فشيء00صر على أسنانه
00لماذا يشعر أنه أكبر أحمق في العالم ؟ إنه يستحق هذه السخرية !! كيف طلب
يد أقل من يلائمه في هذا العالم ظ لم تخطيء ميمي في صراخها وغضبها عليه ،
بل في رفضها لغبائه00إنما مهما حاول أن يبرر رفضها أو يقنع نفسه به ، فما
زال يولد في قلبه ألواناً من العذاب!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MathS
عضو ذهبى
MathS


الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 1628
تاريخ التسجيل : 17/01/2012

 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل     ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 3:49 pm


8/ ضحية الفراولة









جلست ميمي عند الشاطئ ، بعد أن أضرمت النار 00كانت
بحاجة للدفء ولتبقى لوحدها00فقد انقلبت حياتها رأس على عقب ، وساد فيها
الاضطراب والفوضى 00وهاهي عالقة في جزيرة يسكنها أصحاب ثروة طائلة 0أنى لها
أن تعرف أنهم سيكونون بهذه الطيبة والتواضع ؟ لم تحس بهذه الراحة مع الناس
منذ وفاة والديها0
ومما يثير الاستغراب أن أي من آل ميريت لم ينشد المغامرة خلف البحار رغم
الأموال الطائلة التي يملكونها والتي تسمح لهم بالسفر لأي مكان تشتهيه
نفوسهم 0
فجأة أحست بحكة في رجلها ، فدفنت قدميها في الرمل00وعلا العبوس وجهها 0فكرت في مارك 00كم هو مختلف عنها ، لا يعقل أبداً أن تغرم به!
أنها بحاجة ماسة لمجالسة النجوم ، فقد خاضت اليوم تجربة عنيفة وأدركت أن تعلقها بهذه العائلة لن يجر عليها إلا المزيد من المشاكل0
فركت ميمي وجهها بعد أن شعرت بوخز خفيف ، ثم تنهدت وهي تحاول أن تطرد طيف
الذكرى 0تباً لها أنها تشعر بالراحة والرضا في هذا المكان00عليها أن تعود
لأسفارها00
تمتمت :- ياللمصيبة التي ألمت بك ياميمي ! أكان من الضروري أن تصطدمي بـ0000
تركت الكلمات تموت على لسانها ، وأغمضت عينيها بقوة ، لتمنع أفكارها من الهرب نحو مارك0
ثم أطلقت تنهيدة تنطوي على مزيج من الكآبة والتعب ،
تباً له لقد طلب منها ذلك الوغد000
ارتفع صوت محذر في داخلها : كفى يا ميمي ! توقفي عن التفكير في هذا الرجل !فكري فيما تريدين عدا هذا الرجل !
- ماذا تظنين نفسك فاعلة ؟
أجفلها سؤال مارك الفظ فاستدارت نحوه وأجابت :- يا إلهي يا دكتور! أعليك أن تظهر دائما كالشبح ؟ ستسبب لي نوبة قلبية0!
كانت تحاول أن تتبين مكانه في هذا الليل المعتم 00عندما عاودتها الحكة
مجدداً ، لكن عندما كشفت النار عن قامة مارك الفارعة , نسيت أمر حكاكها
ونسيت أمر مغادرة الجزيرة ، ولم يبق في ذهنها إلا منظره وهو يخرج من
العتمة0
كان وهج النيران قد أضفى عليه جاذبية لا توصف ، فأضاءت وجهه وصدره 00كان
حافي القدمين00فخيل لها أن طارئا انتشله من سريره على وجه السرعة 0فما كان
منها إلا أن استقامت في جلستها ، وهي تنفض الرمل عن يديها :- هل طرأت حالة
مستعجلة يادكتور ؟ أمن مريض يحتاج إلينا ؟
- كلا0
حين أمسى على بعد خطوات منها توقف وحدق بالنار المشتعلة قبل أن يعبس قائلاً:- ماذا تفعلين ؟
بادلته العبوس ومررت يدها على كتفها حيث شعرت بوخزه خفيفة 00ردت :- إني
أهتم بشؤوني الخاصة يادكتور كثير من الناس يقومون بذلك 0يجدر بك أن تحاول
ذلك في بعض الأحيان0
- يسعدني ذلك ، لكن رجال المراقبة لا ينفكون يتصلون بي بشأن مغامرتك الأخيرة 0
قاومت رغبة في التقدم نحو الكاميرا والصراخ أمام العدسة 0
- إني لا ألفت نظر سفينة القراصنة ! أمن الخطأ أن احظي بقصد من الراحة ؟ألا تستطيعون رجالك المجانين أتركني وشاني ولو لمرة واحدة ؟
أطلق زفيراً يعتريه التعب وتقدم نحوها قائلاً :- هل تنوين أن تقضين الليل في العراء ؟
مدت يدها بشرود إلى كاحلها ، وأخذت تفركه وهي تتمتم :- لست أدري 000وماذا لو فعلت ؟
أجاب بهدوء :- اسمعي يا ميمي 00إني آسف بشأن ماحدث هذا العصر0
ساد سكون عميق لم يقطعه إلا صوت الموج في البعيد 00قال أخيراً :- لا أدري ماذا انتابني ؟!
فكرت قليلاً وتمتمت :- إنه ماض انقضى , ما كا ن يجدر أن أتصرف بعصبية 0
ظلت تحدق فيه وهي عاجزة عن الإشاحة بوجهها 00يا لتلك الهفوة التي ارتكبتها !
أضافت :- إن كنت لا تمانع , أفضل أن ابقي لوحدي 0
لما لم يجبها ، التفتت نحوه حتى التقت عيناهما 0شيئأ فشيء ، بدأت ملامحه
تتغير ، فاتسعت عيناه واكتسى وجهه بالهم والتجهم ، ولما فتح فمه أخيراً ،
أبصرها وهي تفرك ذقنها بشدة 0
قرب وجهها من النار ، وهتف :- لا تتحركي 0
- في ماذا تحدق ؟هل طال أنفي ؟
وفجاه تذكرت هذه النظرة فبعد العمل معه أصبحت تعرف نظرة الطبيب المعاين0
أنعم النظر في ذراعيها وساقيها ُثم أجابها :- إن البثور تكسو وجهك 00هل تشعرين بحكاك
التفتت لذراعيها وقدميها فصرخت :- آه ، لا !
رفعت رأسها لمواجهة عينيه القلقتين وأضافت :- لا شك أن النحلية احتوت على الفراولة !
راحت تلوم نفسها لأنها أغفلت هذه المسألة مررت يدها في شعرها وأجابت :- إنه ضرب من ضروب الذكاء اقترفته فيما الدواء يكاد ينفذ مني 0
- لا تخافي 0 من حسن الحظ أنني طبيب وأملك أدوية أيضاً0
سار نحو الكوخ ، فيما أخذت تحك عنقها ، وهي تسير في أعقابه باضطراب0
ما إن دخلا الكوخ ، حتى ادخلها أمامه للحمام وهو يقول :-اصمتي أرجوك 0 ولآن ، خذي حمام معتدلا ، ونظفي عنك الرمل ، قبل أن أعاينك 0
كانت كل ثانية تمر تزيد من حدة الحكة 00فما كان منها إلا أن طردته بمزيج من
العنف والشر للخارج :- حسناً دكتور ، لكن على أن أحذرك 0 أني أمسي غريبة
الأطوار حين أشعر بتوعك ولن أتخلص من هذا الخبل إلا بمعجزة !!
ابتسم بسخرية :- يالسوء حظي 0هذا هو سبب غرابتك إذاً0
وقبل أن يتوارى خلف الباب لمحت التواء مريباً في شفتيه 0بعد عشر دقائق سرحت شعرها المبلل 00كانت تشعر كأنها ضحية هجوم نحل ساحق 0
لا شك أن ملمس الثياب على جسدها سيعذبها عذاباً مريراَ ، لكن مع وجود الطبيب الجذاب في الجوار ، أتملك خياراً ؟
لما خرجت من الحمام 00توقفت فجأة عندما رأته مستنداً على الجدار وفي يده حقنة 0 تقدم منها وراح يعاينها 0
- يبدو أن الحالة تشتد سوءاً0
كشرت :- لا أهذه حقنة أخرى ؟
- من الأفضل أن أحقنك في المطبخ حيث الإضاءة جيدة 0
ولما استدار تبعته متمتمة :- يالسعادتي !!
أكان من الضروري أن يراها بتلك البثور الممقرفة ؟
قبضت على منشفتها بإحكام وجلست 00حتي الجلوس بات في نظرها مشقة !
- لن يستغرق الأمر إلا ثوان0
أسندت مرفقها للطاولة ، ثم أرخت رأسها فوق يدها قائلة :- بما أنني على وشك الموت 00لا أظن أن وخزة إبرة ستحدث فرقاً0
لفتت انتباهها ضحكته الخافتة لكنه سرعان ما تجهم00ليصب اهتمامه على عمله 0 أغمضت عينيها وانتظرت بترقب0
- انتهينا 000ينبغي أن تشعري بتحسن ابتداء من الآن 0
حركت يدها :- أتمانع إن جلست هنا مستسلمة للموت ؟
- أخشى أنني أمانع ، فنحن لم ننته بعد 0
- إلى أين نحن ذاهبان ؟
- إلى غرفة المعاينة0
أرغمها على الوقوف ، وسألته :- لماذا ؟
ابتسم ابتسامة تفتقر للظرف :- أملك مرهما ً موضعيا قد يشفي:0
- أحقاً؟
- لقد شهد الطب تطور ملحوظ ياميمي , إن تجرأت على الخروج من البرية ، لعرفت ذلك بنفسك 0
أعادت تثبيت المنشفة حول عنقها 00وتبعته 0
- سأعطيك أنبوبين ، لتأخذيهما معك عند رحيلك ، بالإضافة إلى بعض الحبوب التي تعطي نتيجة فعالة ، أنما ليس بالسرعة نفسها0
أحست بمشاعر متخبطة في داخلها 00بدا كأي طبيب محترف إنما مع فارق بسيط00كان
في غاية الروعة فعلاً ( إنه طبيب الروعة ) هذه الكلمة تصف احساسها0
التفت نحوها بعد أن كان يبحث في خزانة الأدوية وقال :- أقلت شيئاً؟
شتمت نفسها في سرها :- لا 00كنت أتألم وحسب0
ماذا لو سمعها فعلاً ؟أنها لا تحتاج في الوقت الحالي إلا إلى طبيب صارم متحفظ 0
أضاف :- هذا دواء فعال0
نظرت إليه بارتياب وقالت م- سأدهن المرهم في غرفتي 00فلا تتعب000
قاطعها :- اهدئي ياميمي0 لن أهاجمك0سبق واعتذرت عما حصل اليوم00فماذا تريدين مني بعد ؟ أن أكتب اعتذاري بريشة مغمسة في دمي ؟
حاول أن يتكلم من جديد ، لكنه ضم شفتيه وكأن ذهنه استقر على الصمت أخيراً
لاطفته قائلة :- ماذا ؟
رمقها بنظرة أوقفت خفقات قلبها ، ثم هز رأسه وأجاب :- ضعي المرهم وحسب 0لقد تأخر الوقت وغدا يوم عمل 0
قبل أن ترد كان قد غادر الغرفة 0
حين استعادت رشدها لم تملك إلا أن تحدق في الباب المغلق ، وفجأة , وجدت دمعة طريقها لخدها وانسابت حتى حطت على الطاولة 0
من حسن حظ ميمي أن العيادة لم تزدحم بالمرضى يوم الاثنين ولما حلت الساعة
الخامسة اغتسل مارك ن واستعد ليعد العشاء00فيما راحت ميمي تضع المرهم على
جسدها 0
ألقت نظرة على صورتها المنعكسة في المرآة 00عشرات من البثور كانت تغطي
وجهها حتى شوهته 0لكن على القل نجا شعرها من هذه البثور ن أما جفناها
فمنتفخان ، حتى يخيل للمرء أنها تلقت لكمة على عينيها 0ولم يقتصر الأمر على
ذلك بل انبعثت منها رائحة المرهم00فاحست كأنها وقعت في وعاء كبير من
الليموناضة الفاسدة0
لقد بعث منظرها المرعب ورائحتها السامة الخوف في أكثر من مريض اليوم , لكن
ما إن قيل لهم أنها ما تعانيه وحساسية حتى تنفسوا الصعداء00
أرادت أن تعد العشاء لكنها تفضل إن تسير على الجمر المتقد على التواجد بقرب مارك !!
قررت ارتداء قناع لامبالاة 00فخرجت من الحمام نحو المطبخ 0 وعندما دنت من
الغرفة توقفت فجأة وقد أبصرت زائرة جالسة إلى مائدة المطبخ0تفحصتها ميمي من
رأسها لأخمص قدميها ن فلم تغفل عن شعرها الرائع ن وقد عقصته بعناية ، ولم
تنس أن تتأمل حذاءها اللماع العالي الكعبين0
لاحظت ميمي أنها وضعت ساقيها الطويلتين الرشيقتين رجلاً فوق رجل بطريقة
مغرية 0 أما رأسها فملتفت نحو مارك الذي اتكأ بتكاسل إلى الخزانة ن وبدا
مستغرق في حديث رسم ابتسامة عريضة على وجهه0
وبدل أن تحييها ميمي أكتفت بتساؤل :- ألديك ضيوف ؟
ولكن كم ودت أن تصرخ في وجهها :- ارحلي !!
ما أن التفتت المرأة نحوها ن حتى تلاشى تعبيرها المرح واتسعت عيناها وكأنها أبصرت وحشاً0
ولما أدركت أن ردة فعلها تعتبر اهانة ، سارعت للقول بابتسامة :- سامحيني ، لقد اجفلتني 0
أشار مارك لميمي وقال :- إينيد ، هذه مساعدتي المؤقتة ن ميمي باتيست 0ميمي أقدم لم انيد بلاك 0لقد عملنا سويا ً في بوسطن0
ابتسمت ميمي بتكلف قائلة ك- حقا ؟
أما إينيد فمدت يدها لميمي وكأنها تنتظر منها أن تقبلها ، ثم قالت بتهذيب
:- تشرفت بلقائك ياميمي 00علمت ان لديك حساسية من الفراولة 0سلمت عليها
ميمي مكرهة 0ثم ردت بمزاح ك- حساسية على الفراولة ؟ ظننت أن هره تصيد
الجرذان قد عضتني بين عينيي 0
سألها مارك ك- كيف حال الحكة ؟
- إنها محتملة 0
الحق يقال لقد قلص عذابها إلى الثلث !
سألته :- إنه دواء ناجح ، كيف اكتشفت وجوده ظ
لوى فمه بابتسامه :- غني أجمع المعلومات من هنا وهناك ن كمدرسة الطب مثلاً0
كم أحست بالغباء البالغ 00لعل ظهور إينيد المفاجئ قد أثر فيها لسبب و آخر0
توجه مار لإينيد وابتسم لها بحميمية طعنت ميمي بسكين الغيرة 0
- لقد عرجت إينيد علي وهي في طريقها لحضور زفاف اختها0
رمقتها ميمي وهتفت :- أحقا
أمرت نفسها بصمت ك- قولي أن هذا رائع 000عليك أن تهنئي ضيفة مارك !
لكن سرً غامضاً أطبق فكها 00ترى لم تتصرف كامرأة غيورة ؟
اقتربت أيند من مارك ورفعت وجهها إلية ومنحته ابتسامة رقيقة 0
- رغم أن بيتك لم يكن في طريقي ن إنما كان علي أن أعرج عليك ، وأتفقد حالك
في حياة الريف 00لقد حطم مارك الكثير من القلوب عندما ترك المدينة 0
تمتمت ميمي ك- حقاً0
في الواقع كانت تقاوم رغبة في أن تسألها إن كان مارك قد جرح قلبها أيضا، فإن فعل فيبدو أنها لم تستسلم للحسرة!!
أحست ميمي أن هذه المرأة قد تسلحت جيداً لاصطياد مارك 00فثوبها المثير
وزينتها وحليها أشارات من الوضوح ما أدهش ميمي أن مارك لم ينتبه لها 00لكن
الرجال لايلاحظون عادة نوايا النساء00
لما ضاقت عيني الصهباء أدركت ميمي أن إنيند عرفت أن ميمي كشفت سرها فابتسمت ميمي سألتها :- إذاً ، كم ستمكثين ؟
- هذا المساء فقط!
رمقت مارك وهي تطرف بأهدابها وأكملت :- أرجو ألا تكون مشغولاً0
فغمزها وسارع يجيب :- أنا حر كالعصفور0
شعرت ميمي بالاشمئزاز 00فقد مر أسبوعان على وجودها لم يكن فيها مارك حراً
ولا ليلة واحدة 00أما الآن فقد أصبح بسحر ساحرحراً000يله من ساذج مغفل
أبله00!!
ذكرت نفسها : لا 00هذا جنون مارك ليس أبله00وهو لم يقع في المصيدة إلا لأنه
يريد ذلك 0ألم يوضح لها أنه ماعاد إلى جزيرة ميريت إلا للاستقرار والزواج
00وانين تنفع لذلك!!
عادت إينيد تكمل :- إليك فكرتي 00ما رأيك بتناول العشاء في بورتلاند ؟ وغن
حالفني الحظ ، بإمكانك أن توصلني للمطار 0لن تقلع الطائرة إلا عند منتصف
الليل0
تناهى إليها صوت مارك :- من الفضل أن أبدل ملابسي 0
سمعتها ترد :- لا تكن سخيفاًن فأنت رائع!
ثم مررت يدها على ثوبها وأردفت :- كما أنني ألبس هذا الرداء القديم0
حملقت فيها ميمي فإن لم يخب ظنها ، فإن رداءها القديم هذا لايعود إلى أبعد من الأمس0
ابتسم مارك ابتسامة عريضة لإينيد ن فأعتصر اللم قلب ميمي00اختلس مارك النظر إليها فكادت ان تتراجع للوراء0
- سأحمل معي هاتفي الخلوي ن فإن طرأت حالة مستعجلة ن أعلميني0
رمقها منتقداً وتابع :- يبدو أن التورم حول عينيك زاد سوءاً 0لن يضرك عن أويت للفراش باكراً0
- حاضر يا والدي!!
نظر إليها لثوان ، قبل أن يقول إينيد :هل أنت جاهزة ؟
- طبعاً0
راقبتهما ميمي وهما يغادران المطبخ ن فارتمت على احد الكراسي ، فجأة قفزت ميمي لحضنها بقوة أرسلت موجات من الألم فيها فعبست ميمي0
وتمتمت ك- عن أي رجل عاقل يفضل الخروج بصحبة امرأة جميلة شغوفة به ن على أن
يلازم البيت مع امرأة كثيرة التذمر لها شكل الوحش ورائحته!!لم تبرح مكانها
لفترة طويلة ن محاولة بلا جدوى أن تطرد صورهما وهما يتغازلان00لكنها سرعان
ما باتت ضحية موجات من الغيرة قضت على تعقلها 0
تمتمت :- ها اعتبر سيئة إن تمنيت أن تكسر ذراعها هذه المرأة في هذه الليلة ؟
عطست الكلبة ، فما كان من ميمي إلا أن تنهدت بحزن وتمتمت :- ظننت ذلك أيضاً0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MathS
عضو ذهبى
MathS


الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 1628
تاريخ التسجيل : 17/01/2012

 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل     ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 3:51 pm


9/ كيف أنساه







أدرك مارك أن الغباء وحده دفعه للخروج على العشاء مع إينيد 0 وما إن استلم
سيارته من المر آب ، حتى راح يشتم نفسه على تصرفه المتهور 0كان غاضبا لأنه
يدرك تماما هدف إينيد ولأن فكرة اللهو مع فتاة لعوب راقت له حينها 0فعلى أي
حال لقد نبذته ميمي ن حيت تصرف كالمعتوه وناشدها حبها وهي أثبطت عزيمته
وورطته في مشاكل هو في غنى عنها 00وهذا ارتأى أن العلاج الأنجع هو قبول عرض
إينيد المغري0
تباً ! كيف قضى الأمسية وهو يفكر ماذا كانت بحاجة لحقنة إضافية ، أو
لمساعدة في إعداد العشاء ن وخائفاً عليها من ألم في جلدها أو مشاكل في
عينيها ظ
دخل الكوخ ن وإذا به يرى نوراً يتسلل من المطبخ 0 لابد أن ميمي نائمة ! نظر
لساعته فوجدها تشير إلى الثانية وعشر دقائق 0الم يأمرها بالخلود للنوم
مبكراً ؟
وما لبث أن هز رأسه هازئاً من حماقته 00وتمتم :- هل تسمع كلامك يا ميريت ظ متى رضخت لأي أمر أعطيتها إياه ؟
لم يتفاجأ حين دخل المطبخ ووجدها غير أنه أندهش من المكان الذي اختارته
للجلوس 0كانت حافية القدمين ، وتجلس على الرف بجانب البراد 0 أما يدها
فممتدة للأمام وكأنها تمسك طبقاً شهياً للغاية وفوفو تقفز على قدميها
وكأنها كلبة سيرك مدربة0
سأل :- ماذا جرى ظ
قالت من دون أن تبتسم :- محباً00أوصلت للتو ؟
استند للباب وأجاب ك- أبدا ً 0 فأنا هنا منذ ساعات 0لكني أهوى الاختباء في غرفة الطعام 0
زمت شفتيها ونادت :- هيا يا فوفو ن بقيت قطعة أخيرة0
أجاب- آمل أنك لا تطعمينها الحشرات 0
رغم تعبه ابتسم ، ما هذا الحظ السعيد الذي انعم عليه بوجه منقط وعينين منتفختين ، في مطبخه وسط الليل ؟
رمت قطعة من الطعام ، قفزت فوفو في الهواء لتلتقطها 0 وهنا صفقت ميمي
بيديها وضحكت بابتهاج ك- أحسنت فوفو 1 والآن آمل أن تنالي قسطاً من النوم 0
نظرت لمارك وأضافت :- كانت معدة فوفو تكركر بصوت عال ، فأيقظتني ، وأعددنا
طبقاً من البيض0تملكت مارك رغبة هائلة في الدنو منها ، سألها :- أعددتما
البيض ؟
قفزت ميمي للأرض وحكت ظهرها وقالت :- إن فوفو صعبة الإرضاء ، وهي ترفض أن تتناول لقمة غلا إذا رميتها إليها من العالي 0
أشارت للأرض الملوثة ببقايا الطعام :- تطلب منها التقاط الطعام في الهواء وقتاً لابأس به!
- في العادة تأكل فوفو طعامها في وعائها الخاض0
تقدم للمطبخ فتفاجأ بميمي ترفع يدها في وجهه :- إياك أن تدخل قبل أن أنظف هذه الفوضى !
سحبت مكنسة وقالت :- أيعقل إنها كانت تأكل طعامها في وعائها ؟ بالله عليك أين روح المغامرة في ذلك ظ
أعادت ملاحظتها الأمور لنصابها ! تلاشت ابتسامته وكأنها وجهت إليه صفعة
عنيفة 00نزع المكنسة من يدها وقال :- سأتولى الأمر 0 أما أنت ، فاذهبي
للنوم 000تبدين رهيبة 0
كان شعرها ينسدل بفتنة حول وجهها المنتفخ ،
فيما عيناها اللوزيتان متورمتان00رغم ذلك ساورته في هذه اللحظة ، مشاعر رقيقة تجاهها 0
رفعت وجهها إليه وقد خلا من تعبير الوقاحة أو الجرأة ، بدت متعبة فهمست ك- تصبح على خير يادكتور000اراك في الصباح 0
- ميمـ 0000آنسة باتيست ظ
- التفتت إليه وقد استحالت كآبتها لتسأل حذر :- نعم ؟
- كيف حالك ظ
كان سؤال فارغ لا يهدف إلا إلى تأجيل رحيلها بضع ثوان 0بدا في تلك اللحظة
طبيبها المداوي ، وهذه هي أكبر درجة من الحميمية يمكن أن تكتنف علاقتهما0
تنحنح قليلا قبل أن يضيف :
- أتريدين مني 000أن أعالج ظهرك بالمرهم ؟ فهذا لن يؤذي !
تبدلت ملامحها ببطء ن والتوت شفتاها بضعف :- بل يؤذي يامارك ، يؤذي جداً0


كان الأربعاء يوم عمل عادي في المكتب0 أما آثار الحساسية التي عانتها ميمي
فقد بدأت تتلاشى ، فيما عاد جفناها إلى طبيعتهما 0 كما أن أسرها شارف على
نهايته !!فقد قابل مارك المرشحات اللواتي أتين إلى الجزيرة 0 وسيتخذ قراره
بين لحظة وأخرى ، فتبحر هي بحلول يوم الاثنين المقبل 00ثم تطير إلى أي
مكان00


جلست ميمي وصبت اهتمامها على عملها حتى أنها بالكاد سمعت الباب يفتح0 ومن غير أن ترفع نظرها قالت :- سأتفرغ لك بعد دقيقة0
فارتفع صوت أنثوي مألوف : لا داعي للعجلة00فكرت أن أحضر لك ولمارك غداء بسيط0
رفعن ميمي وجهها وإذا به يقع على سوزان ، وسلة غداء في يدها ابتسمت لها وأجابت : شكراً ياسوزان ، أني أموت جوعا ً0
- سأضع هذه السلة في المطبخ على الطاولة 0فكرت00فكرت في أن أشاركك الغداء ، إن كنت لا تمانعين0
استغربت ميمي تردد سوزان :- طبعاً 00نود ذلك كثيراً00
- سأعد المائدة0
في معظم الأيام كان غداؤهما يتألف من أي وجبة سريعة يستطيعان إعدادها ، لكن غداء سرزان هذا كان وليمة لذيذة0
جلست سوزان بينهما ، مما سهل عليهما تبادل الحديث00إلا أن سوزان كانت تسكت
بين الفينة والفينة ، فأحست ميمي أن أمراً يشغلها 00تنحنحت سوزان ، وكسا
الجد ملامح وجهها 00فتوجست ميمي شراً0
:- اسمع يا مارك 00كنت أتساءل إن 000أعرف أنها استراحة الغداء ، لكن 000كنت أشعر بالتوعك مؤخراً ، وتسألت إن كنت 000
تورد وجهها وتابعت :- هل تمانع في أن تكشف علي ؟
راقبتها ميمي من الخلف وهما يخرجان ، وقد أثر فيها عطف مارك على زوجة أخيه0
وفجأة انتشلها صوت من أحلامها :- ميمي ؟
- نعم 0
- أحتاج للقيام ببعض الفحوصات 0
- سأحضر حالاً0
بعد ساعة تقدم مارك والغموض لا يفارق وجهه 0وتمتم بهدوء :- لا أدري كيف أنقل إليك الخبر يا سوزان 0
ابتلعت ميمي ريقها بشدة 00وسمعته يتابع :- إن هذا نادر اً ما يحصل ، لا سيما في حالتك 0 فمع أن بطانة رحمك ملتهبة ، لكن 000
افتر ثغره عن شبه ابتسامة :يبدو000أنك حامل 0
لم تكن تتوقع ميمي هذا ، التفتت لسوزان التي كانت تحملق في مارك 00وهمست سوزان : إني 000ماذا ؟
- إن هذا نادراً ما يحدث ، ولكنه يحدث أحياناً0 هنئيني ، سأغدو عماً0
- امتلأ قلب ميمي فرحاً فقفزت من مقعدها وهي تهتف بهجة 00وتبادل مارك مع سوزان التهاني :- سأنجب 000طفلاً؟
غمز مارك وأجاب :- انطلاقاً من خبرتي وثقافتي ، أجيبك بنعم 0
- متى ؟
- نهاية شباط القادم حسب تقديري 0أرجو ألا تكوني قد خططت لشيء آخر!
أجهشت بالبكاء وهي تمسك بميمي :- أنا 000لا أصدق ذلك !
بعد أن احتضنتها راحت تردد : سأنجب طفلا ً!
وجدت ميمي نفسها أسيرة بحر من الإثارة فقبلت سوزان ،وراحتا تصرخان معا
وتقفزان بسعادة 0التفتت ميمي لمارك وهي تصرخ :- هذا رائع ، شكراً! شكرا!
قهقه مارك قائلاً : رغم أن الفضل لا يعود لي ، ولكن على الرحب والسعة0
ردت ميمي- بل يعود لك ! لقد قمت بالفحوصات وشخصت الحالة، وزفيت الخبر لنا 00أنت رائع0
ضاقت عيناه : استقري على رأي ! يا فتاة أنا رائع ، وطوراً منفي من حياتك ! ما1ا أمثل بالنسبة لك ؟
شحب وجهها 00لكن سعالا قطع عليهما حديثهما0
كانت سوزان :- يجدر بي أن أنبئ الوالد العتيد 00أكملا ما كنتما تفعلانه0
رحلت سوزان00وبقيا لمدة طويلة يتبادلان النظرات الصامته0
0تناهت إليها همساته ، فيما عيناه تتأملانها : ميمي00
ارتعشت أوصالها فقد كانت تتوق إليه وتخاف منه في وقت واحد :- نعم ؟
سألها بلطف :- أيمكن أن تحطي رحالك ذات يوم ؟
تملكها دوار عظيم 00فقد أدركت أنه سيطلب منها الزواج 00لكنها لن تمنح نفسها فرصة لتضعف فتقبل بمنزل وأسرة في مكان منعزل00
حذرته بصوت مرتعش :- إياك أن تبدأ مجددا يامارك ! إن عقليتك الرجعية تدفعك
للاعتقاد أن أي إنسان قد يجد السعادة في هذه الحياة الراكدة!
أكفهر وجهه وأجاب :- من الناس من يعيش حياة سعيدة ، يحقق فيها كل آماله ، من غير أن يسافر طيلة حياته0
صرخت في وجهه :- سم لي واحداً منهم ! أما أنا ، فيمكنني من جهة أخرى ، أن اسمي لك المئات بل الآلاف ممن اشتهروا باكتشافاتهم0
ضاقت عيناه :- إذاً ، أنت تسعين وراء الشهرة 0لم أكن أدرك ذلك 0
رغم أنه وجه إليها الاتهام بصوت خافت إلا أنه دوى كالرعد في أذنيها 0
لم تخطر لها هذه الفكرة من قبل ولكن لعل شهرة والديها وحاجتها لإثبات نفسها
قد أثرا على قراراتها 00ردت وهي تمرر يد مرتعشة في شعرها :- كل000كل ما
أريده هو إحداث فرق0
لماذا يستنزف قواها ويخلف في قلبها هذه اللهفة ؟
- ألا تظنين أنني أحدث فرقاً؟
أسدلت جفنيها تسعى للهروب من الألم في عينيه000
_ أنت تحرف كلامي 0
لما عجزت عن إيجاد الكلمات للدفاع عن نفسها، حاولت أن تتأمل وجهه وتبحث في عينيه عن الاضطراب 0غير أنه أشاح بوجهه وزمجر قائلاً:
- حسناً كما تريدين0
ثم أشار للمكتب بنظرة سريعة وحادة وأردف :
- أمامنا عمل كثير0
خرج بتشامخ 0وتركها أسيرة للارتعاش والعبرات 0أربعة أيام فقط تفصلها عن موعد سفرها 0عليها أن ترحل بعيدا عن جزيرة ميريت وعن مارك000
- آنسة باتيست !
أجفلت ميمي 0كان مارك غاضباً 0لكن أيمكنها أن تلومه ؟ ففي غضون أسبوعين أقدمت على نبذه أكثر من مرة0
تناهى إليها صراخه :- ميمي ، إني احتاج إليك !!
هرعت للباب وتمتمت :- ستتغلب على مشاعرك0
من الصعب أن يقضي مارك بقية حياته وحيداً0
لكن ترى ، 000كيف تتغلب ميمي هي على مشاعرها ؟00000
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MathS
عضو ذهبى
MathS


الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 1628
تاريخ التسجيل : 17/01/2012

 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل     ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 3:54 pm

10/ هبطا إلى الأرض









إن كان من أمر تعلمته ميمي من مارك خلال الأسابيع الثلاثة المنصرمة ، فهو
أنه لا يقبل الرفض جيداً0ولعل رفضها له يعد الأول من نوعه في حياته 00ولكن
مارك سيتعامل مع الوضع الجديد0
وأمست الأيام القليلة المتبقية صعبة للغاية ، إذ راح يرميها بنظرات غاضبة ، ويزعق بالأوامر 00وباتت ميمي أسيرة للكآبة00
أملت ميمي أن تساعدها هذه الأمسية في الترويح عن أفكارها 0كان قد راق لها
أن سوزان وجايك قررا إقامة حفلة على شرف المولود الجديد الذي سينضم لشجرة
عائلة ميريت0
ومع أن مارك – ثقيل الظل – سيكون حاضر ، لكنها مصممة على الاستمتاع بوقتها0
تزينت بأبهى حلة استعداداًللحفلة00ولما وقع نظرها على مارك في المطبخ ،ظنت
أنه غادر الكوخ ، بدت ملامحه حادة أما ملابسه فغير رسمية ومثيرة في آن 0حين
تناهت إليه خطواتها ، رفع بصرع إليها فخطف أنفاسها0
- هل أنت جاهزة ؟
- جاهزة يادكتور 000ظننتك غادرت منذ فترة0
رفع حاجبيه وأجاب :- نسيت أن أطعم فوفو0لا أدري لما بت بهذا الشرود!
أما هي فتدري00أنطلقت أمامه 0
علمت أنه يتبعها لأنها تنشقت عطره 00حين بلغا الباب الأمامي تمتم :- اسمعي يا ميمي000
رمقته بنظرة سريعة :- أستمع لماذا؟
ابتسم بسخرية وأجاب :- فلنحاول أن ننسجم الليلة 0 فعلى أي حال ، إنها حفلة0
- أنا لا أواجه مشكلة في الانسجام ، لكن أنت من يواظب على التذمر وكأنك000
قاطعها :- حسناً ، حسناً000فلنتصرف كصديقين ، من أجل سوزان وجايك 0 فخبر الحمل أثلج صدرهما ، ولا أريد لخلافاتنا أن تعكر صفو الحفلة0
أملت رأسها بتبجح وقالت :-أنا في مزاج جيد للغاية0

وهرعت وهي تصر على أسنانها ، فمواجهته عسيرة 0

تابع :- كلا ، لست كذلك ، بل وجهك مكفهر كسماء تنذر بعاصفة0
سددت له نظرة غاضبة وصاحت :- دعني وشأني!
تذمر بوجه متجهم :- سنتصرف الليلة كصديقين ، وإن قادنا ذلك إلى حتفنا!
هزت يدها بعنف وهتفت :- من غير الضروري أن تنلكم لبعضنا البعض0
- لكننا سنفعل0
- ومن قال ذلك ؟
- أنا !
رفعت رأسها لأعلى وقد أذهلها الغضب في عينيه :- أنت ؟ ومن تكون أنت لتملي
علي أي نوع من الأصدقاء نحن ؟ إلا يحق لي أن أشارك في التصويت ؟
- كلا0
أجبرت على الالتفاف لمواجهته :- بل سأصوت !! وبما أننا نعمل معاً من غير أن نصرح بمشاعرنا أصوت أن نتظاهر بالصداقة 0
تمتم بهدوء :- لا يحق لك أن تصوتي ياميمي0
لم يعجبها هذا الهدوء فهتفت :- ولم لا ؟
التفت بعيدا وهو يقول :- لأنني لا أرغب في منحك صوتا!
-ماذا تعني بأنك لا ترغب في ذلك ؟
- أعني ما قلته تماماً0
مشت وراءه وهي تكاد تتعثر :- هذا لبس بعدل0
- لقد أخبرتني أنت بنفسك أننا معشر الأطباء نتصرف على هوانا 0
وفجأة تعثرت ووقعت فعلاً0
اصطدمت قدمها بصخرة ووقعت 00أحنت رأسها للتفحص ساقها ، وقد أجفلها الألم 0كانت ساقها جريحة وتنزف منها الدماء بغزارة0
لم تعرف أن مارك بجانبها إلا حين سمعته يشتم :- آنا آسف ، إني أحمق0
كانت على وشك أن تفتح فمها لتوافقه القول ،حين علمت أن ذلك لن يكون إلا سخافة 00حاولت أن تقف إلا أن الألم حال دون ذلك0
- سأساعدك0
- لا شكراً، فلنقم بما علينا فعله0
وجهت للقصر نظرة وهي تشعر بالضعف0شعر مارك بالاشمئزاز من غبائه وحين وصلا للحفلة كان يشتم نفسه للمرة المائة 0
هل أصيب بالجنون ، لقد أوضحت له أنها لا تبادله نفس المشاعر 00نهاية النقاش 0وكيف تصرف حضرة الطبيب العظيم ؟
تمتم :- كأحمق يعوزه التفكير السليم ، هكذا تصرفت!!
- هل أصبحنا نكلم أنفسنا الآن ؟"
أجفل مارك ونظر للوراء فأبصر أخاه :
- أنت تسير كالهرره0
ابتسم جايك وقال :- ماذا تفعل وحدك هنا ؟ إن الحفلة في الحديقة 0
عرف مارك أن هروبه للمكتب ضرب من الجنون 00هل بات الآن أحمق وجبانا في نفس الوقت ؟
- أنا آسف جايك 00إنها حفلة رائعة ولكنني 000متعب وحسب0
- إذاً لم تدعو نفسك بالأحمق؟
اختلس مارك النظر لشقيقه وقال :- هلا نسيت الأمر00
سرعان ما تهالك على الأريكة الجلدية بجانب الموقد ، وأغمض عينين ، وأطلق
تنهيدة طويلة قال بعدها :- اسمع ياجايك ، عد للحفلة ، وسأوافيك حالاً 000كل
مافي الأمر أنني000
تنهد بإحباط وأضاف :- 000أحتاج000
دوى صوت في عقله متابعاً : ميمي ! أنت تحتاج ميمي0
جلس جايك بجواره :- أفترض أن قصة الحب العنيفة آلت بالفشل ، أليس كذلك ؟
أجفل مارك وأحس بصداع يتملكه فتمتم :- أما زلت هنا ؟
-تابع جايك :- لكن ميمي تبدو سعيدة ومرتاحة0
عبس مارك في وجه أخيه :- نعم ، هذا ما لاحظته أيضاً0
- هل بحت لها بمشاعرك ؟
لم يستطع مارك كتم ضحكة ساخرة0
- لديها فكرة عن الموضوع0
حدق مارك في السقف00وأحس بيد شقيقه على كتفه ، وكأنه يبدي تفهماً صامتاً0
- حسناً، أنت لا تريد الخوض في الموضوع 00هيا انضم للحفلة يارجل ! فإطالة
الكآبة تزيد الطين بلة0أكلمك بصفتي خبير فقد كنت ملك العبوس سنوات عديدة ،
قبل أن تظهر سوزان في حياتي00لكن تأمل حالي اليوم !!
التفت مارك لأخيه :- إنك تشعرني بالاشمئزاز جوكو 00ماذا فعلت لتستحق الشعور بالسعادة؟
ضحك جايك ووقف :- لقد حالفني الحظ0
أراد أن يفيض في الكلام ، غير أنه سكت فجأة وعلى ملامحه الجد0وتناهى الصوت لمسامع مارك كذلك0
- بدا لي أنه ذكر000
لكن مارك لم يتابع بل حدق في المذياع غير مصدق0
- 000وهي الابنة الوحيدة للسناتور لورانس نوردستورم من كاليفورنيا 0وتبلغ
أوليفيا نوردستورم الثالثة والعشرين من العمر0وقد تعرضت اليوم لحادث كاد
يودي بحياتها ، خلال ممارستها لرياضة القفز في الهواء 0
عند خروج السناتور من مبنى الكونغرس علق على هذه التجربة :- إني وزوجتي
ندين لزاكري ميريت بفضل كبير 00فقد جازف بحياته لينقذ أوليفيا حين عجزت عن
فتح مظلتها 0لقد شاهدت الشريط الذي صوره أحد الهواة 00وأقشعر بدني حين رأيت
هذا الشاب يقفز في الهواء معرضاً نفسه للخطر ،ليمسك بابنتي فيما هي
تنهار0000وبفضل شجاعة ومهارة السيد ميريت هبط الاثنان للأرض سالمين سنحرص
على شكر الشاب شخصياً00
- ها أنتما إذاً000
همس جايك وهو يوقفها بيده :- انتظري لحظة ياحبيبتي 000إنهم يبثون خبراً عن زاك0
اختلس مارك النظر لسوزان التي تلاشت الابتسامة عن وجهها 00وعن بعد خطوتين منها وقفت ميمي والحيرة على ملامحها0
حين تابع مذيع الأخبار التعليق على عملية الإنقاذ00
تكلم مارك : قد تبث السي إن إن المشاهد 0
وماهي إلا ثوان وأدار التلفاز 00فظهر على الشاشة رجل يناهز الخمسين أما
التعليق أسفل الشاشة فكان السيناتور نوردستورم وزوجته من كالفورنيا0
ظهرت على الشاشة مشاهد الانقاذ00
كشفت الصورة عن رجل هو زاكري ميريت وقد ابتعد عن المجموعة0
فيما الرجل يهبط إلى الأسفل كسهم ناري , سمع مارك شهقة وأدرك أن سوزان اقتربن منه 0 ثم همست بخوف : أهذا أخوك ؟
أومأ مارك : يبدو ذلك0
انضم جايك إليهم وهو يوجه حديثه لمارك :- أتذكر حين كان زاك في الحادية عشرة من عمره ؟ لقد قفز عن سطح الدكتور فليت ، أليس كذلك ؟
رسمت الذكرى طيف ابتسامه على شفتي مارك := نعم ، وقد أحسن اختيار المكان ، بما أنه كسر ساقه 0
قهقه جايك :- من كان يظن أنه يتدرب ليكون بطلاً؟
عرض الشريط هبوط زاك الصاروخي نحو المرأة التي تهوي 0وبحركة سريعة كالبرق
أمسك بها وقبض عليها بإحكام ، قبل أن يفتح المظلة0بعد ذلك هبطا محدثين موجة
عظيمة من التراب0
كان مذيع الأخبار يعلق على المشهد ، حين ظهرت على الشاشة الصورة نفسها من
زاوية أخرى 0بدا زاك تحت الحبال ، وهو يحاول أن يتخلص من قطعة قماش المظلة
الذي أعاق تحركه0
أظهرت الكاميرا بسرعة وجهه ، وهو منهك في استخراج عدته 0
تعجب مارك كيف تغيرت ملامح أخيه منذ أن رآه للمرة الأخيرة 0لقد أصبح أطول
قامة وأمتن بنية0لكنه مازال له نفس الابتسامة الساحرة ، والشعر الأسود
الكثيف0
كان يكبر زاك بسنة واحدة فعمره الآن 36عاماً0
بينت الكاميرا زاك وهو يساعد أوليفيا نوردستورم على الوقوف رغم أن ساقها أصيبت 00راحت تشكر زاك بحرارة0
قالت سوزان : للسيناتور ابنة جميلة جداً0
ضحك مارك :- من غير زاك لينقذ الجميلات ؟
أضافت سوزان :- إنهما يشكلان ثنائي لطيف 0
أجاب مارك :- نعم ثنائي لطيف ومجنون0
عندها قالت ميمي :- لا أظن أنهما مجنونان ، بل يتجرعان كأس الحياة حتى نهايته0
- ولكن أحدهما كاد أن يتجرع السم اليوم0
- ولكنها لم تمت ، وهذا هو المهم0
ارتفع صوت سوزان :- أظن أن زاك يشبهك يا مارك 0
تنفس مارك الصعداء حين تغير الموضوع فهو يعرف فلسفة ميمي في الموضوع ، وأقل
ما يتمناه هو اثارة الموضوع من جديد00فما الفائدة ؟!قال جايك ممازحاً :
بما أنك أثرت الموضوع ، أظن أن زاك ومارك يشبهان بعضهما كثيراً ، فكلاهما
يحب الحياة العائلية البسيطة 0
دفعت سوزان زوجها بمرفقها وأجابت :- يل لآرائك الشخصية الساخرة000في الواقع
، عنيت أن لمارك ابتسامة زاك 0ولكن زاك يملك أيضاً غمازة ، وهذا مالا
تملكانه أنتما الاثنان0
اقتربت ميمي من مارك وقالت :- لا أصدق أن هذا أخوك 0 لـم لم تذكره قط ؟
أطفا مارك التلفزيون والتفت إليها محاولا إلا يقع في أسر عينيها التي
اتسعتا مع دهشتها :- زاك أخونا الأوسط 0لم يتفق والملك جورج يوماً0 لذا
غادر المنزل قبل وقت طويل0يقولجايك أنه حضر مأتم أمي ، لكنه اختفى سريعاً
00كان ذلك منذ ثماني سنوات0
كانوا يفتقدون ذلك المتشرد00رغم أن رجال ميريت لا يظهرون عواطفهم00
- باستثناء الاتصال في الأعياد ، فإننا إجمالا لا نتلقى منه خبر 0
- فلنواجه الأمر ، إن البطاقات البريدية ، ليست مثيرة بقدر عمليات الإنقاذ0
قهقهت سوزان وأمسكت بيد زوجها قائلة :- والآن يا عزيزي ، فلنذهب إلى
الحديقة حيث ينتظرنا قالب الحلوى يحرسه جورج وكايل بحياتهما0إني أرفض أن
ألتهم نصفه وحدي 0يكفي أن وزني سيزداد قريباً!0- حسناً ياحبيبتي 0 تعرفين
أني أكره أن أخيب آمالك 0ولكني أظن أن جورج وكايل لا يقومان بالحراسة
وحسب000
راقبهما مارك يخرجان فيما مزاجه الكئيب يتحول لغيرة سوداء00
تمتمت ميمي :- هذا مثير للاهتمام 0لقد تبين أخيراً أن في عائلتك جينات شهوة السفر0
ابتعد عنها ليخلص نفسه من عذاب تنشق شذاها0ثم اختلس النظر إليها وقال :
- قد تلتقين به ذات يوم في مجاهل أفريقيا أو القطب الجنوبي ، إن فعلت أخبريه أن عائلته ترغب في رؤيته ثانية 0
بقيت تراقبه ، واختفت ابتسامتها ثم قالت :
- حسنا ً0
نظرت ناحية الباب ، وكأنها لا تطيق صبراً حتى تخرج ، فدفعته كآبته المجنونة إلى القيام بإيماءة ساخرة ، ثم ضحك وقال :
- اذهبي ، فأنت لست سجينتي0
استدارت نحوه وأجابت :- بل تسجنني يا مارك، حتى صباح الاثنين0
حين تذكر أنها تتحرق شوقاً لمغادرة جزيرة ميريت000000وعن مصدر الإزعاج فيها
خانته شجاعته 0فأدار ظهره لها وأسند يديه إلى عتبة النافذة 0
- تبا! يا ميمي0لقد تم إصلاح زورقك ، ويمكن لوكيل سفريات جايك أن يرسل لك
بالفاكس بطاقة سفر في غضون دقائق ز إن كنت متلهفة للرحيل فارحلي!
أحنى مارك رأسه وهو يشتم نفسه على تفوهه بهذه الكلمات ، فهو لا يريدها أن ترحل ! لا بل يفضل قطع يده على أن0000
تمتمت بهدوء :- حسناً 000رائع 0
شيئاً فشيء تلاشى وقع خطاها ، حتى انقطع نهائياً0
سرت في بدنه قشعريرة مخدرة 0 ودوى في أذنيه صوت له من ريح الشتاء هديرها0
تلك الريح التي تغلغلت في شعرك وتظل تتردد في رأسك حتى بعد أن تحط العاصفة رحالها وتموت00
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MathS
عضو ذهبى
MathS


الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 1628
تاريخ التسجيل : 17/01/2012

 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل     ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 3:59 pm

/11كيف ينساها





خشيت ميمي أن تكون أفسدت الحفلة بنفسها ،فمارك لم يخرج
لتناول الحلوى مما هدد بالقضاء على سعادة سوزان وجايك 0تباً لها !!أكان
عليها إن تتسم بهذه الأنانية وتقبل دعوتهما ، بالرغم من مشاكلها مع
مارك؟إنهم عائلته أما هي فكان عليها ملازمة الكوخ ببعيد عن آل ميريت
وحفلتهم الخاصة00
في غضون ساعة كان جايك قد دبر لها تذكرة لجاوا ، كما وعدها مارك 00وبات
رحيلها أمر لا بد منه000كان الظلام يخيم على الكوخ ، فافترضت أن مارك قد
خلد للنوم 0
ولما كانت الليلة منعشة صافية ، قررت ميمي أن تشرع نافذتها على مصراعيها ،
عسى نسيم المحيط يلفحها ورائحته تتغلغل فيها 00وما إن فعلت حتى لمحت شعلة
بين الأشجار 00ظلت لبرهة تحملق علها تكتشف أمر 000وأخيراً بدا لها وكأن أحد
أضرم النار في العراء000
ترى من ، ذاك المرابط فوق الرمال ؟
تقدمت ميمي نحو الباب الأمامي واندفعت نحو الشرفة بفضول 0ترى هل يخيم عمال
المنجم على الشواطئ ؟لا يمكن بالطبع !! ولا يعقل أن يكون الطبيب الموسوس
وراء ذلك ، وإلا نظف الساحل بأكمله أولاً0بدأت تكتشف الحقيقة التي لا تصدق
0كان الرجل يجلس وحيداً ، لا رفقي له إلا ضوء النار والبحر000وهذا الرجل هو
مارك فعلاً!!
كانت النيران قد أكسبته لوناً برونزياً غريباً00تمهلت في سيرها ، وقلبها يخفق بشدة ففي منظره من الإثارة ما لا يصدق0
استدار إليها وفي عضلاته المفتولة تشنج واضح 0وما لبث أن ناداها :
- هل من حالة طارئة ؟
- لا 0
جلست بقربه ، ثم حانت منها التفاته إلى وجهه 0كانت نظراته شاردة في البعيد 0 أيحق لها أن تلومه لأنه غفل عن النظر إليها ؟
- ماذا تفعل هنا ؟
رمقها بنظرة قاتمة وأجاب :- اهتم بشؤوني الخاصة 000كثير من الناس يقومون بذلك 0 يجدر بك 000
تابعت بابتسامة :- أن أحاول ذلك في بعض الأحيان 000أعرف ذلك 0
ثم أراحت ذقنها فوق ركبتيها وتابعت :- وأفترض أن رجال المراقبة لا يواجهون مشاكل معك، أليس كذلك ؟
أرادته أن يبتسم ، رباه كم اشتاقت لابتسامته000لكن كل ما فعله هو رميها بنظرة ضيقة ، وأشاح بوجهه0
سأل :- لم ما زلت هنا ؟ اعتقدت أنك تتلهفين للرحيل ؟
أصابتها كلماته القاسية بالغضب :- لن تنفجر الجزيرة !كان على أن أغسل ملابسي 0ومن ثم يفترض أن أحزم أمتعتي 0هل سبق وفعلت ذلك ؟
حاولت ألا تفكر في الألم المتفاقم في أحشائها وكأنه حداد على شعور مات واندثر00
- كما أن الطائرة تقلع غداً ظهراً 0لكن لا تقلق يادكتور ، إني راحلة مع أولى ساعات الصباح0
مرر أصابعه في شعره بذهول ، ثم أنزل يده واستند إليها 0كان لتقلص عضلاته أثر من عذاب لا يحتمل 00
كان وقعه على ميمي أشبه بنار محرقة ، وأحست بنبضها يتسارع حتى كاد أن ينفجر0
كانت تتوقع منه كل شيء إلا أن ينحني نحوها ويتسأل بوجد :- من هو صديقك المفضل ياميمي ؟
أذهلها سؤاله فتلعثمت :- في الواقع000أصدقائي كُثر ز
تفحص وجهها :- سم لي واحد0
أجابته بتحد :- لا تكن سخيفاً0لي أصدقاء منتشرون في كل أنحاء العالم 0بل الآف من الأصدقاء0
هز كتفيه استهجاناً:- إذاً، لا داعي لاتخاذ هذا الموقف الدفاعي0
حدقت فيه وقالت :-لست دفـ0000
قاطعها وهو يوجه لها نظرة تساؤلية أخرى :- كيف التقى والداك ؟
استغربت أسئلته 00أهي وسيلة لتمضية الوقت من دون تبادل أحاديث حميمة ؟ أم يسعى لمضايقتها ؟
- كانت أمي تقضي إجازتها في مصر ، مع بقية المعلمين حين000
بنظرة سريعة :- أقلت معلمين ؟ ألم تكن مصورة في البراري ؟
-كلا , لماذا ؟
- مجرد فضول0
عادت تحملق فيه عابسة ، فيما هو يحدق في المحيط0أطبق أسنانه بإحكام 0إذاً لم يكن غير مكترث كما أرادها أن تظن00
- هل كانت تحب التعليم ؟
- بل كانت تعشقه 0
همهم 00ثم وجه إليها نظرة متأملة لم تعجبها 00وشيئاً فشيء لمعت في ذهنها فكرة 0
- إن كنت تحاول أن تبرهن أن أمي هجرت عملاً عزيزاً على قلبها من أجل أبي،
وأنها قتلت أحلامها لتعيش معه ، فأنت مخطئ تماما، لقد أنجبتني وعلمتني ، لم
أكن تلميذة حمقاء ، بل أنا أفضل ممن تلقوا تعليماً منهجياً! وهذا يثبت أن
أمي لم تتخل عن حلمها !
بعد أن فرغت من حجتها ، أحست بارتياح شديد ، ثم هتفت بنبرة جافة وهي تسعى للانتقام منه :
- ماذا بوسعك أن تقول الآن ؟
أحنى ظهره وراح ينفض الرمل عن يديه ، ثم وقف وقال :
- فهمت0
بقي مدة يحدق في المحيط القاتم ، وأخيراً تمتم برزانة:
- لقد قدمت لي يد المساعدة خلال هذه الأسابيع ، وأنا أقدر ذلك 0أتمنى أن تعثري يوما على ما تبحثين عنه0
صمت للحظات ، ثم أضاف بهمس :
- تصبحين على خير يا ميمي0
واختفى00000000

كان مارك يتناول طعامه الذي أرسلته سوزان بشرود تام 00ففي هذه الأيام ، بات
الطعام بلا نكهة ولا طعم0أما حياته الخاصة ففارغة تافهة 0 لكن لحسن الحظ
كان المرضى يتدفقون على عيادته ، فيحولون دون أفكاره تلك0

بذل في الشهرين اللذين تليا سفر ميمي ، جهداً ملحوظاً لمواعدة النساء 0وحين
حل شهر تشرين الأول واجه الحقيقة المرة 0إنه يحب ميمي باتست ، ولا فائدة
من إضاعة الوقت في مواعدة غيرها حتى يطردها من قلبه ، وينتزع جذور حبها
العميق ولكن كيف لرجل أن يطرد امرأة من قلبه ، إن لم يسع لاستبدالها بأخرى ؟
لكن قلبه يرفض الانخراط في البحث عن ضالته المنشودة 0من هنا قرر أن يمنح
نفسه المزيد من الوقت عله ينسى 0
قضم قضمة أخرى من شطيرته ، ثم أعادها للطبق 0لم يكن يشعر بالجوع 00ليته
جائع فعلاً00ليته يشعر بالجوع أو الظمأ أو الإثارة أو الاهتمام0
- مرحبا يا أخي 0
التفت مارك ، وإذا به يرى جايك عند باب المطبخ ، فما كان منه إلا أن رفع حاجباً ، وهو عاجز عن الابتسام0سأله :- ما الأمر ؟
- كنت أنا وسوزان نفكر في الذهاب إلى بورتلاند ، لتناول العشاء ومشاهدة فيلم ، ما رأيك لو تتصل برفيقة ، فنذهب نحن الأربعة ؟
تنهد جايك كمن عيل صبره وأضاف :- اسمع ، أتمانع إن وضعت النقاط على الحروف ؟
نعم يمانع 00فالحديث عن تعلقه بميمي ولإطلال لا يفيد0إن عقله يدرك هذا تماماً ، لكن قلبه لا يدركه0
تمتم :- ليتك تنسى الموضوع ياجايك ، فأنا على ما يرام 0
سارع جايك بالقول :- لكنك لست سعيد0
هز كتفيه وقال :- أنا أهذي من السعادة!0
زم جايك شفتيه وقال :
- لا أريد أن أنعتك بالكذب ، ولكنك لا تبدو سعيداً
سارع مارك للإجابة بابتسامة عريضة :-إني أحاول إلا اظهر ذلك ، فأنت تعلم ما يقال عن الرجال الذين ينعمون بسعادة فائقة 0
قطب جايك وتمتم :- نعم000يحسدون000كأن يكون المرء باهر في الجمال أو فاحش الثراء ، أو سليم العقل0
اكتفى مارك بالابتسام وهو يعلم أن أي كلمة يتفوه بها لن تكون في صالحه 00
قال جايك بتعاطف :- إن تعليق الآمال على امرأة مضيعة للوقت 0فإما إن تبحث عنها أو تطردها من رأسك0
أقلع مارك عن ابتسامته البلهاء، وتمتم :- كيف ابحث عنها ، وأنا لا اعلم لها مكان؟
حدق جايك في أخيه فترة طويلة ، فمن يعرف الأحزان أكثر من الأخ الأكبر في عائلة ميريت ؟
إنما من حسن حطه أن وجد ضالته أخيراً في سوزان 0
تبادلت عيونهما حديث صامت ، احني بعده جايك رأسه 0000ثم هز كتفيه لا مبالاة واستسلاماً0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MathS
عضو ذهبى
MathS


الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 1628
تاريخ التسجيل : 17/01/2012

 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل     ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 Icon_minitimeالجمعة يونيو 22, 2012 4:03 pm

12- التاريخ يعيد نفسه0




صار بوسع مارك أن يبحر إلى جزيرة ميريت ، حتى وإن كان الضباب مخيما ً0وحتى وإن كان بهذا الشرود 0

لقد ازدادت أفكاره تيهاً وسبح في عالم خيالي بعيد عن أرض الواقع 0

لم يعد مسحوراً بمعالم الطبيعة 0 فهذا الضباب المخيم فوق المياه 00وهواء
البحر المثقل بآلف رائحة ورائحة ، وسكون الليل هذا ماعاد يحتل في نفسه
المكانة المميزة 0 أما مشاعره فما عاد يخالطها أي فرح 0وفؤاده لا يحفل إلا
بصحة المرضى وحسب 00ترى أهذا حال المرء حين تموت مشاعره ، ويفقد الجمال في
نظره كل معنى ؟

تطلع للأمام بعينين لا تبصران ، وراح يجاهد لينزع من قلبه ألما زرعته امرأة
لن يراها مجدداً0كم يكره العيش في مملكة الخيال يلاحق شبحاً0

تباً ياميريت لا تتصرف كأرمل باكي ! فهذا لا يليق بك !

وفجأة أحس بشيء يرتطم بمركبه ارتطام مدوي ، انتشله من أفكاره الشاردة 0

وضع يده فوق عينيه وحدق في الضباب 0تباً له ! لقد كان غارقاً في أحزانه حتى أنه لم ينتبه للرادار0

أحس بمزيج من القلق والعذاب ، ثم أشعل أضواء المركب وهو يشعر أن هذه
الحادثة مألوفة0ما أن انتقل للجانب المتضرر ، حتى لأخذ يحملق في الضباب
الذي اخترقه أنوار المركب 0

لم يكن من الصعب عليه أن يميز مقدمة زورق صغير 0لاحظ أن المجاديف تحطمت على جانبيه 0وطبقة الدهان اللماع أتلفت 0

كتم مارك شتيمة 0

هل مركبه هدف للمراكب الأخرى ؟

لمح مارك من زاوية عينيه شخص ينهض ببطء ويحاول أن يثبت ذراعه على الصاري0عساه يستعيد توازنه0

عبس مارك 00كيف لهذا الشخص الذي تسبب في تلك الضربة العنيفة لمركبه أن يشبه ميمي لهذا الحد ؟

أخذ مارك يفرك عينيه وهو غير مصدق 0لا يعتقد أنه وصل لهذه الدرجة من الهلوسة !!

أطلقت المرأة عويلا ، وقبضت على شعرها المسترسل 0

ثم حولت نظرها لمارك ، وأشارت بإصبعها لمقدمة الزورق المتضررة0

- أنظر إلى ما فعلته بزورقي ؟

رمقها مارك وهو لا يدري أهو في الواقع أم في الخيال 0إن صوتها يشبه صوت ميمي أيضاً!

بعد مرور دقيقة ، وضعت يديها على خصرها ونادته :- أليس لديك ما تقوله ؟ كأن تلوم طيشك لأنه جعلك تجنح بمركبك لتصطدم بمقدمة زورقي ؟

حدق فيها ثم همس بشك :- ميمي ؟

تقدمت منه بحذر وتابعت :- ومن ثم أقول : لكنه حتى ليس بمركبي 0

- يا الهي !

- كلا ، لا يفترض بك أن تقول هذا الآن ، بل عليك أن تسأل بنبرة ساخرة : وهل
افترض أنك كنت تمرين بالجوار حين سمعت صوت الارتطام , وقررت تقصي الأمر ؟

دنت بسرعة من المجاديف المحطمة 0 وحين أصبحت قريبة منه رفعت إليه ناظريها
0كانت عينيها متيقظتين وشعرها مسترسل وقد انبعث منها عطر لطيف ، أحيى فيه
ذكريات حلوة مرة في نفس الوقت 0

همس :- ماذا تفعلين ؟

ابتسمت بضعف وقالت :- كلا ، من المفترض أن تخبرني أن رأسي قد أصيب ، وأنك ستفحصه ، ثم تدعوني لمركبك 0

تملكته الحيرة ، لكن الغمامة بدأت تنقشع 0إلا أنه لم يرغب بالمزاح فلعلها ترغب بمغامرة جديدة0

أجابها بصوت حذر :- أنت لا تنزفين ياميمي0

رفعت يدها لرأسها :- يبدو أنني أتعلم من أخطائي0

وما لبثت أن ابتسمت له وكأنها تشجعه :- ولكني حطمت مركبك ، ولا يمكنني
الإبحار بزورقي وهو على هذه الحالة ، اعتقد أن علي أن أعمل لحسابك يادكتور
مجدداً0

ومن غير أن تنتظر ، رفعت نفسها حتى أصبحت على متن مركبه وبجواره ، اختل توازنها :- يالطيشي ! كم أنا آسفة!

لم يعرف ماذا يفعل 00اعتدلت في وقفتها وابتعدت عنه خطوة 0

- ما قولك ؟

- ما قولي ، في ماذا ؟

ترى هل أصيب رأسه هذه المرة ؟!!

- ما قولك في أن أعمل لحسابك حتى أدفع الأضرار؟

مرر أنامله في شعره وهو يحس أنه فقد قدرته على التركيز 00

- لقد وظفت ممرضاً ياميمي 0

- إذاً كيف تقترح أن أسدد ثمن الأضرار يادكتور ؟

لاحظ سلسلة تلمع حول عنقها ، وحجرة الزمرد حولها الذي منحها إياه ، رفع السلسلة بيده وقال :

- هذه تفي بالغرض 0

هزت رأسها وعينيها لا تغادران عينيه :- آسفة !لا استطيع أن أتخلى عنها ، فهي تذكرني برجل عرفته يوماً0

ارتبك00وسمع نفسه يقول :- رجل أعجبك ؟

- لا !

ابتسمت بوقاحة فتخبط قلبه بين أضلعه 0

تابعت :- بل رجل أحببته0

حرمه كلامها كل قدرة على التعبير ،وشعر بالغيرة فرمقها بذهول00

ساد صمت طويل فابتلعت ريقها00و تابعت :- إنه طبيب محافظ ، فيما أنا رحالة 0 كان من الطبيعي ألا تنجح علاقتنا0

راقبها بوجه علاه التقطيب 0أي لعبة تلعب ؟ هل خططت لتدفعه للجنون ؟

- أليس لديك ما تقول ؟

أيريد فعلاً أن يتسبب بمزيد من الأضرار، سألها بشك :- مثل ماذا ؟

صرخت :- مثل أنك تحبني أيها الأحمق ، مثل أنك تريدني أن ابقي أيها الغبي ، مثل أنك كنت تعيساً من دوني0

00هل يجرؤ ويؤمن أن عذابه قد وصل للختام ؟ هل يجرؤ ويجازف بالإفصاح عن مشاعره ، والتعرض لمزيد من الأذى؟

قال في سره : بلى يا رجل ، هل تريد أن تتابع حياتك كطيف بشري ؟هل تريد ميمي
؟ تباً! إنها هنا قل شيئاً ، حتى وإن كانت تمارس معك لعبة سخيفة ، وإلا
ندمت طوال حياتك 0

تمتم برزانة :- حسناً ، أريدك أن تبقي ياميمي ، لقد كنت تعيساً من غيرك ، وأنا أحبك أكثر من حياتي0

ذُهلت وتسألت وقد اتسعت عيناها :- أنت 000أنت تحبني ؟

رأى دموع تترقرق في عينيها وارتجاف في شفتها السفلى فأدرك أن وقاحتها لم تكن إلا قناع 00اجتاحته سعادة غامرة تمكن من الابتسام 00

- بالطبع أحبك 000أيتها الحمقاء الصغيرة 0

مسحت دمعة منسابة وتمتمت :- حسناً ، ماذا نفعل في هذا الصدد ؟

شعر بوخز في قلبه :- ماذا يمكنني أن أفعل ، إن كنت لا تكتفين بالمرور من هنا ، وتحطيم المراكب ؟

سألته بصوت مرتجف :- ماذا لو لم أكن مكتفية ؟00ماذا00ستقول حينها ؟

همست :- كنت أنانية،فعجزت عن رؤية الحقيقة ، فيما هي ماثلة أمامي 00بعد أن
تركتك أدركت أن السفر حول العالم ليس الحلم الذي أنشده، بل كنت أتوق
للانتماء لعائلة محبة0

خاف أن يتحرك فيتلاشى الحلم000

- حين عشت معك ومع عائلتك , بدت لي أمنيات قريبة المنال ، غير أنني لم اسمح لنفسي بالاعتراف بذلك ، إلا عندما000

سكتت فجأة وقد تملكها الاضطراب00

تمتم :- ياميمي 000أريدك أن تصبحي زوجتي 0

كانت كلماته البسيطة حافلة بالوعود

- هل تتزوجيني ؟

مازحته دافعة به إلى جنون عاصف :

- لا يمكنني أن أتزوج وأنا أدين لك 000كيف تريدني أن أسدد لك ثمن الأضرار التي لحقت بمركبك ؟

أطلق ضحكة من كل قلبه ، وأجلسها على مقعد خشبي وهو يحذرها بابتسامة :- يستحسن أن يكون هذا رداً بالإيجاب 0

أطلقت تنهيدة عميقة وتمتمت :- نعم 000نعم يامارك 000ما أجمل أن يعود المرء لبيته !

وأردفت :- حبيبي 000سيكون حبك سلسلة من الاكتشافات الجميلة طالما أننا معا ولن نفترق0

ما إن قرأ الحقيقة في عينيها حتى أحس أنه يتجرع من كأس السعادة وإذا بالمشاعر تشتعل بعاطفة مجنونة جديدة عرف أنها لن تخبو أبداً0

أنها المرأة التي أحب ، وأحس بالأمان في أعماق روحه 0لقد وصلت ميمي إلى بيتها أخيراً ، وبلغ حبه المنشود0

 ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل	 J8U00180



تمت ولله الحمد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ஐ رواية غجرية بلا مرفأ ஐتأليف : رينيه روزيل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفيلسوف رينيه ديكارت.,
» مدرسة الكذابين في رواية التاريخ.doc
» البعد الخامس - طالب عمران - رواية من الخيال العلمي.zip
» البعد الخامس - طالب عمران - رواية من الخيال العلمي.zip
» البعد الخامس - طالب عمران - رواية من الخيال العلمي.zip

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
طريق النجاح إلى البكالوريا  :: الأدبيات :: منتدى الروايات و القصص-
انتقل الى: